الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5910 37 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا سيف، قال: سمعت مجاهدا يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة أبو معمر، قال: سمعت ابن مسعود يقول: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفي بين كفيه التشهد كما يعلمني السورة من القرآن: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا: السلام، يعني: على النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: وكفي بين كفيه، وهو الأخذ باليدين، وأبو نعيم هو الفضل بن دكين. وسيف، بفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالفاء، ابن أبي سليمان، ويقال: ابن سليمان المخزومي مولى بني مخزوم، وقال: يحيى القطان كان حيا سنة خمسين ومائة، وكان عندنا ثقة ممن يصدق ويحفظ. وعبد الله بن سخبرة، بفتح السين المهملة وسكون الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة وبالراء، الأزدي الكوفي.

                                                                                                                                                                                  وحديث التشهد هذا أخرجه البخاري في كتاب الصلاة في مواضع في باب التشهد في الأخيرة عن أبي نعيم، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة إلى آخره، وفي باب: ما يتخير من الدعاء بعد التشهد: عن مسدد، عن يحيى، عن الأعمش، عن شقيق، وفي باب: من سمى قوما أو سلم في الصلاة عن عمرو بن عيسى، عن أبي عبد الصمد العمي، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، ومضى الكلام فيه مبسوطا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " التشهد" منصوب على أنه مفعول ثان لقوله: "علمني". قوله: " وكفي بين كفيه" جملة حالية معترضة. قوله: " بين ظهرانينا" بنونين مفتوحتين بينهما ياء آخر الحروف ساكنة، وأصله: ظهرينا، بالتثنية؛ أي: ظهري المتقدم والمتأخر، أي: بيننا، فزيد الألف والنون [ ص: 254 ] للتأكيد، قال الجوهري: النون مفتوحة لا غير. قوله: " فلما قبض.." إلى آخره، هكذا جاء في هذه الرواية دون الروايات المتقدمة، وظاهرها أنهم كانوا يقولون: السلام عليك أيها النبي، بكاف الخطاب في حياة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فلما مات تركوا الخطاب وذكروه بلفظ الغيبة، فصاروا يقولون: السلام على النبي. قوله: " يعني: على النبي" القائل بهذا هو البخاري رضي الله تعالى عنه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية