الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  614 36 - حدثنا إسحاق قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: أقيمت الصلاة فسوى الناس صفوفهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم وهو جنب، ثم قال: على مكانكم، فرجع فاغتسل ثم خرج ورأسه يقطر ماء فصلى بهم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وإسحاق هذا وقع غير منسوب في جميع الروايات، قال الغساني : لعله إسحاق بن منصور، وجوزه ابن طاهر وجزم به المزي ومحمد بن يوسف هو الفريابي، وهو شيخ البخاري، وأكثر الرواية عنه بغير واسطة، وهاهنا روى عنه بواسطة، والأوزاعي هو عبد الرحمن بن عمرو، والزهري محمد بن مسلم بن شهاب .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الصلاة عن زهير بن حرب، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي نحوه " أقيمت الصلاة وصف الناس صفوفهم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام مقامه، فأومأ إليهم بيده أن مكانكم، فخرج وقد اغتسل ورأسه يقطر الماء فصلى بهم " وعن إبراهيم بن موسى، عن الوليد بن مسلم مختصرا، وأخرجه أبو داود في الطهارة عن مؤمل بن الفضل، عن الوليد بن مسلم نحو حديث زهير بن حرب، وفي الصلاة عن محمود بن خالد وداود بن رشيد كلاهما عن الوليد بن مسلم نحو حديث إبراهيم بن موسى .

                                                                                                                                                                                  قوله: " فتقدم وهو جنب " يعني في نفس الأمر لا أنهم اطلعوا على ذلك منه قبل أن يعلمهم، وقد مضى في رواية يونس في الغسل " فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب "، وفي رواية أبي نعيم " ذكر أنه لم يغتسل ".

                                                                                                                                                                                  قوله: " على مكانكم " أي: اثبتوا في مكانكم ولا تفرقوا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فرجع " أي: إلى الحجرة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ورأسه " مبتدأ وخبره قوله: " يقطر " والجملة حال وماء نصب على التمييز.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فصلى بهم " ظاهره أنه لم يأمرهم بإعادة الإقامة، وفي بعض النسخ بعده قيل لأبي عبد الله إن بدا لأحدنا مثل هذا يفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم قال: فأي شيء يصنع؟ فقيل: ينتظرونه قياما أو قعودا، قال: إن كان قبل التكبير فلا بأس أن يقعدوا وإن كان بعد التكبير ينتظرونه قياما.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية