الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  615 37 - حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا شيبان، عن يحيى قال: سمعت أبا سلمة يقول: أخبرنا جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه عمر بن الخطاب يوم الخندق فقال: يا رسول الله والله ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس تغرب، وذلك بعدما أفطر الصائم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما صليتها، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بطحان وأنا معه فتوضأ ثم صلى - يعني: العصر - بعدما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال الكرماني : ما يظهر من كلامه أن مطابقة الحديث للترجمة في قوله: " ما كدت أن أصلي " وهو معنى ما صليت بحسب عرف الاستعمال، فهذا قول عمر رضي الله تعالى عنه للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: ثم إن اللفظ الذي أورده المؤلف وقع النفي فيه من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا من قول الرجل لكن في بعض طرقه وقوع ذلك من الرجل أيضا وهو عمر، كما أورده في المغازي وهذه عادة معروفة للمؤلف يترجم ببعض ما وقع في طرق الحديث الذي يسوقه، ولو لم يقع في الطريق التي يوردها في تلك الترجمة. انتهى.

                                                                                                                                                                                  (قلت): الذي قاله الكرماني هو الأوجه لأنه لا يحسن أن يترجم ببعض ما في حديث أورد في غير الباب الذي ترجم به، والأحسن أن تقع المطابقة بين الترجمة والحديث في الباب الذي ذكره.

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله) وهم خمسة قد ذكروا غير مرة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي، ويحيى ابن أبي كثير .

                                                                                                                                                                                  وفيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين والإخبار كذلك في موضع، وفيه العنعنة في موضع واحد، وفيه السماع، وفيه القول في ثلاثة مواضع.

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث قد مر في باب من صلى بالناس جماعة بعد ذهاب الوقت، وقد استوفينا الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ما كدت أن أصلي " خبر كاد قد يستعمل بأن استعمال عسى والأصل عدمها، وقد استعمل هاهنا على الوجهين حيث قال: " أن أصلي وتغرب ".

                                                                                                                                                                                  قوله: " وذلك " أي: القول.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بعدما أفطر الصائم " أي: بعد الغروب، قال الكرماني : (فإن قلت): كيف يكون المجيء بعد الغروب، وقد صرح بأنه جاء يوم الخندق.

                                                                                                                                                                                  (قلت): أراد باليوم الزمان كما يقال: رأيته يوم ولادة فلان وإن كانت بالليل والغرض منه بيان التاريخ لا خصوصية الوقت.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بطحان " بضم الباء الموحدة وسكون الطاء وهو واد بالمدينة غير منصرف.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية