الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6131 83 - حدثنا محمد بن سنان ، حدثنا فليح بن سليمان ، حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " إذا ضيعت الأمانة " . ومحمد بن سنان : بكسر السين المهملة وتخفيف النون الأولى . والحديث قد مضى في أول كتاب العلم بهذا الإسناد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " كيف إضاعتها " القائل بهذا هو الأعرابي ، سأل : متى الساعة ، لأن أول الحديث عن أبي هريرة " بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاء أعرابي فقال : متى الساعة ؟ " الحديث ، قوله : " قال : إذا أسند " أي : قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أسند الأمر إلى غير أهله ، والمراد من الأمر جنس الأمور التي تتعلق بالدين كالخلافة والسلطنة والإمارة والقضاء والإفتاء . وقال الكرماني : أسند الأمر ، أي : فوض المناصب إلى غير مستحقيها ، كتفويض القضاء إلى غير العالم بالأحكام ، كما هو في زماننا . قلت : يا ليت أن يتولى الجاهل بلا رشوة ، لأنه يحتمل أن يكون دينا يستفتي فيما يجهله ، فالمصيبة العظمى أن يتولى الجاهل بالرشوة فلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش حيث قال : " لعن الله الراشي ... " إلى آخر الحديث ، رواه عبد الله بن عمرو بن العاص ، ولا شك أن من لعنه الله لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعظم المصائب أن الديار [ ص: 84 ] المصرية التي هي كرسي الإسلام لا يتولى فيها القضاة والحكام وسائر أصحاب المناصب إلا بالرشى والبراطيل ، ولا يوجد هذا في بلاد الروم ولا في بلاد العجم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية