الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6145 97 - حدثني محمد بن عبيد بن ميمون ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن عمر بن سعيد ، قال : أخبرني ابن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة ، أخبره أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء ، شك عمر ، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول : لا إله إلا الله ، إن للموت سكرات ، ثم نصب يده فجعل يقول : في الرفيق الأعلى ، حتى قبض ومالت يده .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " إن للموت سكرات " . وعمر بن سعيد بن أبي حسين المكي ، وابن أبي مليكة : عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة ، بضم الميم ، واسمه زهير التيمي الأحول المكي القاضي على عهد ابن الزبير ، وأبو عمرو : بالواو ، ذكوان ، بفتح الذال المعجمة . والحديث مختصر من حديث أخرجه في المغازي بهذا الإسناد المذكور بعينه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ركوة " بفتح الراء ، وهو إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء ، والجمع : ركاء ، قوله : أو علبة ، بضم العين المهملة ، قال أبو عبيد : العلبة من الخشب والركوة من الجلد . وقال العسكري في تلخيصه : العلبة قدح الأعراب ، يتخذ من جلد ويعلق بجنب البعير ، والجمع : علاب . وفي الموعب لابن التياني : العلبة على مثال ركوة : القدح الضخم من جلد الإبل . وعن أبي ليلى : العلبة أسفلها جلد وأعلاها خشب مدور ، لها إطار كإطار المنخل والغربال ، وتجمع على علب . وفي المحكم : هي كهيئة القصعة من جلد ، لها طوق من خشب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " شك عمر " يعني عمر بن سعيد المذكور ، وفي باب وفاة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم " يشك عمر " بلفظ المضارع ، وفي رواية الإسماعيلي " شك ابن أبي حسين " . قوله : " يدخل يديه " من الإدخال ، ويديه بالتثنية رواية الكشميهني وفي رواية غيره بالإفراد ، وعلى هذا قوله " بهما " بالتثنية أو بالإفراد . قوله : " في الرفيق " أي : أدخلني في جملتهم ، أي : اخترت الموت .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية