الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6208 160 - حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد الله بن عمرو : قال النبي صلى الله عليه وسلم : حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منها فلا يظمأ أبدا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي المصري ، ونافع بن عمر الجمحي المكي ، وابن أبي مليكة عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة التيمي المكي يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم أيضا في الحوض عن داود بن عمرو عن نافع به .

                                                                                                                                                                                  قوله : " حوضي مسيرة شهر " وفي رواية مسلم : مسيرة شهر وزواياه سواء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ماؤه أبيض من اللبن " قال المازري : مقتضى كلام النحاة أن يقال : أشد بياضا ، ولا يقال : أبيض من كذا ، ومنهم من أجازه في الشعر ، ومنهم من أجاز بقلة ، ويشهد له هذا الحديث وغيره ، وقال بعضهم يحتمل أن يكون ذلك من تصرف الرواة فقد وقع في رواية أبي ذر عند مسلم بلفظ أشد بياضا من اللبن . انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : القول بأن هذا جاء من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أولى من نسبة الرواة إلى الغلط على زعم النحاة ، واستشهاده لذلك برواية مسلم لا يفيده لأنه لا مانع أن يكون النبي صلى الله تعالى عليه وسلم استعمل أفعل التفضيل من اللون فيكون حجة على النحاة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وريحه أطيب من المسك " وعند الترمذي من حديث ابن عمر : أطيب ريحا من المسك ، وعند ابن حبان في حديث أبي أمامة أطيب رائحة وزاد ابن أبي عاصم وابن أبي الدنيا في حديث بريدة : وألين من الزبد ، وزاد مسلم في حديث أبي ذر وثوبان : وأحلى من العسل ، وزاد أحمد في حديث ابن عمرو من حديث ابن مسعود : وأبرد من الثلج ، وعند الترمذي في حديث ابن عمر : وماؤه أشد بردا من الثلج .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وكيزانه " جمع كوز .

                                                                                                                                                                                  قوله : " كنجوم السماء " الظاهر أن التشبيه في العدد ويحتمل أن يكون في الضياء ، وعند مسلم من حديث ابن عمر : فيه أباريق كنجوم السماء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من شرب منها " أي : من الكيزان ، وفي رواية الكشميهني : من شرب منه أي : من شرب من الحوض .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فلا يظمأ أبدا " أي : فلا يعطش أبدا ، وزاد ابن أبي عاصم في حديث أبي بن كعب ومن صرف عنه لم يرو أبدا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية