الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6232 13 - حدثنا حبان بن موسى ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام : هذا من أهل النار ، فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال ، وكثرت به الجراح فأثبتته ، فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أرأيت الذي تحدثت أنه من أهل النار قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه من أهل النار ، فكاد بعض المسلمين يرتاب ، فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر بها ، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله صدق الله حديثك ، قد انتحر فلان فقتل نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بلال قم فأذن : لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن الرجل المذكور فيه ختم عمله بالسوء وإنما العمل بالخاتمة ، وحبان بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة ابن موسى المروزي ، وعبد الله بن المبارك المروزي ، ومعمر بفتح الميمين ابن راشد .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجهاد في باب : إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خيبر " أي : غزوة خيبر بفتح الخاء المعجمة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لرجل اسمه قزمان " بضم القاف وسكون الزاي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ممن يدعي الإسلام " أي : تلفظ به .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فلما حضر القتال " بالرفع والنصب قاله الكرماني .

                                                                                                                                                                                  قلت : الرفع على أنه فاعل حضر والنصب على المفعولية
                                                                                                                                                                                  أي : فلما حضر الرجل القتال .

                                                                                                                                                                                  قوله : " الجراح جمع جراحة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فأثبتته " أي : أثخنته الجراح وجعلته ساكنا غير متحرك ، وقيل : صرعته صرعا لا يقدر معه على القيام .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يرتاب " أي : يشك في الدين لأنهم رأوا الوعيد شديدا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فبينما " أصله بين زيدت فيه الميم والألف ويقع بعده جملة اسمية وهي قوله : " هو كذلك " ويحتاج إلى جواب وهو قوله : " إذ وجد الرجل " أي : الرجل المذكور .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فأهوى بيده " أي : مدها [ ص: 153 ] إلى كنانته " فانتزع منها سهما " أي : فأخرج منها نشابة " فانتحر بها " أي : نحر بها نفسه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فاشتد رجال " أي : فأسرعوا في السير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فأذن " أي : أعلم ، ويروى " فأذن في الناس " .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية