الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6251 [ ص: 167 ] 5 - حدثني إسحاق - يعني : ابن إبراهيم - حدثنا يحيى بن صالح ، حدثنا معاوية ، عن يحيى ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من استلج في أهله بيمين فهو أعظم إثما ليبر يعني : الكفارة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في حديث أبي هريرة السابق ، أخرجه عن إسحاق ، ثم بينه بقوله : ابن إبراهيم ، وقال الغساني : إسحاق يشبه أن يكون ابن منصور ، فالظاهر أنه هو الصواب لأن في كثير من النسخ ذكر إسحاق مجردا حتى قال جامع ( رجال الصحيحين ) في ترجمة يحيى بن صالح الحمصي ، روى عنه إسحاق غير منسوب وهو ابن منصور ، وأما النسخة التي فيها : يعني ابن إبراهيم ما أزالت الإبهام لأن في مشايخ البخاري إسحاق بن إبراهيم بن نصر وإسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن وإسحاق بن إبراهيم الصواف وإسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه ، ويحيى بن صالح روى عنه البخاري أيضا بلا واسطة في الصلاة ، ومعاوية هو ابن سلام بالتشديد الحبشي الأسود ، ويحيى هو ابن كثير ضد القليل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من استلج " من باب الاستفعال والسين فيه للتأكيد ، وذكر ابن الأثير أنه وقع في رواية : من استلجج بفك الإدغام .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ليبر " بلفظ أمر الغائب من البر أو الإبرار يعني ليفعل البر أي : الخير بترك اللجاج يعني ليعط الكفارة ، وإنما فسره بذلك لئلا يظن أن البر هو البقاء على اليمين ، وقوله " ليبر " هكذا في رواية ابن السكن ولأبي ذر عن الكشميهني .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يعني " بفتح الياء آخر الحروف وسكون العين المهملة وكسر النون تفسير " ليبر " ويروى : ليس تغني الكفارة وهذه الرواية أولى إذ هو تفسير لاستلج بمعنى الاستلجاج وهو عدم عناية الكفارة وإرادتها ، وأما المفضل عليه فمحذوف يعني أعظم من الحنث ، والجملة استئناف أو صفة للإثم يعني إثما لا يغني عنه كفارة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية