الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6279 32 - حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا شعبة ، أخبرنا عاصم الأحول ، سمعت أبا عثمان يحدث عن أسامة ، أن ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إليه ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وسعد وأبي أن ابني قد احتضر فاشهدنا ، فأرسل يقرأ السلام ويقول : إن لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء عنده مسمى ، فلتصبر وتحتسب ، فأرسلت إليه تقسم عليه ، فقام وقمنا معه ، فلما قعد رفع إليه فأقعده في حجره ونفس الصبي تقعقع ، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟ قال : هذا رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " تقسم عليه وهو أيضا يناسب الحديث السابق من حيث إن في كل منهما إبرار المقسم وأبو عثمان عبد الرحمن النهدي .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الجنائز عن عبدان ، وفي الطب عن حجاج ، ويأتي في التوحيد عن أبي النعمان ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  وأسامة هو ابن زيد بن حارثة الكلبي ، وسعد هو ابن عبادة الخزرجي ، وأبي بضم الهمزة وفتح الباء الموحدة هو ابن كعب الأنصاري ، ويروى : أو أبي بفتح الهمزة وكسر الباء بالإضافة إلى ياء المتكلم يعني معه سعد وأبي كلاهما أو أحدهما ، شك الراوي في قول أسامة ، وفي أول كتاب القدر أبي بن كعب جزما بلا شك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قد احتضر " بالضم [ ص: 183 ] أي : حضره الموت .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فلما قعد أي : رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فأقعده " أي : فأقعد الصبي في حجره بفتح الحاء المهملة وكسرها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ونفس الصبي " الواو فيه للحال .

                                                                                                                                                                                  قوله : " تقعقع " فعل مضارع من التقعقع وهو حكاية صوت صدره من شدة النزع .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ما هذا " استفهام على سبيل الاستفسار وليس يعتب على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، ولعله سمعه ينهى عن البكاء الذي فيه الصياح أو العويل فظن أنه نهى عن البكاء كله .

                                                                                                                                                                                  قوله : " هذا " إشارة إلى البكاء من غير صوت .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية