الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6296 قال أبو عبد الله : كتب إلي محمد بن بشار ، حدثنا معاذ بن معاذ ، حدثنا ابن عون ، عن الشعبي قال : قال البراء بن عازب : وكان عندهم ضيف لهم فأمر أهله أن يذبحوا قبل أن يرجع ليأكل ضيفهم ، فذبحوا قبل الصلاة ، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأمره أن يعيد الذبح ، فقال : يا رسول الله عندي عناق جذع عناق لبن هي خير من شاتي لحم ، فكان ابن عون يقف في هذا المكان عن حديث الشعبي ويحدث عن محمد بن سيرين بمثل هذا الحديث ، ويقف في هذا المكان ويقول : لا أدري أبلغت الرخصة غيره أم لا .

                                                                                                                                                                                  رواه أيوب عن ابن سيرين ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أبو عبد الله هو البخاري نفسه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " كتب إلي " بتشديد الياء ، ومحمد بن بشار فاعل كتب .

                                                                                                                                                                                  وأخرج البخاري هذا الحديث بصيغة المكاتبة ، لم يقع له إلا في هذا الموضع ، وقال المحدثون : المكاتبة بأن يكتب إليه بشيء من حديثه قيل : هو كالمناولة المقرونة بالإجازة فإنها كالسماع عند الكثير وجوز بعضهم فيها أن يقول أخبرنا وحدثنا مطلقا ، والأحسن تقييده بالكتابة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " حدثنا معاذ " هو المكتوب له ، ومعاذ بن معاذ بضم الميم فيهما ، وابن عون هو محمد بن عون بفتح العين المهملة وبالنون ، والشعبي هو عامر بن شراحيل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال : قال البراء بن عازب " أي : قال الشعبي : قال البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه : ظاهر هذا يدل على أن هذه القصة وقعت للبراء بن عازب ، ولكن وقع فيما تقدم في كتاب العيد أن الآمر بالذبح هو أبو بردة بضم الباء الموحدة وسكون الراء ابن نيار بكسر النون وتخفيف الياء آخر الحروف وبالراء كذا رواه زبيد عن الشعبي عن البراء ، فذكر الحديث ، وفيه : فقام أبو بردة بن نيار ، وقد ذبح فقال : إن عندي جذعة . . . الحديث . وروي من طريق مطرف عن الشعبي عن البراء فقال : ضحى خال لي يقال له : أبو بردة قبل الصلاة ، ووفق الكرماني هذا بقوله بأن أبا بردة خال البراء كانوا أهل بيت واحد ، فتارة نسب البراء إلى نفسه وتارة إلى خاله ، وقال غيره : لولا اتحاد مخرج الحديث والسند من رواية الشعبي عن البراء لكان يحمل على التعدد ، والاختلاف فيه من الرواة عن الشعبي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قبل أن يرجع " في رواية السرخسي والمستملي : قبل أن يرجعهم ، والمراد قبل أن يرجع إليهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ضيفهم " بالرفع لأنه فاعل " ليأكل " .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فذكروا ذلك " أي : ذبحهم قبل الصلاة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فأمره " أي : فأمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم البراء أن يعيد الذبح بكسر الذال ، وقال ابن التين : كذا رويناه الذبح بالكسر وهو ما يذبح وبالفتح مصدر ذبحت .

                                                                                                                                                                                  قوله : " عندي عناق " بفتح العين المهملة وتخفيف النون وهو الأنثى من أولاد المعز .

                                                                                                                                                                                  قوله : " جذع " بفتح الجيم والذال المعجمة وهي الطاعنة في السنة الثانية ، وقال ابن الأثير : الجذع من الإبل ما طعن في السنة الخامسة ، ومن البقر والمعز ما دخل في السنة الثانية ، وقيل : البقر في الثالثة ، ومن الضأن ما تمت له سنة ، وقيل : أقل منها ومنهم من يخالف بعض هذا التقدير .

                                                                                                                                                                                  قوله : " عناق لبن " بالإضافة وبالرفع لأنه بدل من قوله : " عناق " وقوله " جذع " بالرفع صفة لعناق .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خير " خبر مبتدأ محذوف أي : هي خير من شاتي لحم ، وقد مر الكلام فيه في الأضاحي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فكان ابن عون " هو محمد بن عون الراوي يقف في هذا المكان عن حديث الشعبي أي : يترك تكملته ويقول : لا أدري أبلغت الرخصة وهي قوله صلى الله عليه وسلم : ضح بالعناق الذي عندك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " غيره " أي : غير البراء ، وقد مر في الأضاحي في باب قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لأبي بردة : ضح الجذع [ ص: 193 ] من المعز ولن تجزئ عن أحد بعدك ، ولفظ الحديث : اذبحها ولن تصلح لغيرك ، وفي رواية : ولن تجزئ عن أحد بعدك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ورواه أيوب " أي روى الحديث المذكور أيوب السختياني عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ، ووصله البخاري في أوائل الأضاحي عن مسدد ، عن إسماعيل هو ابن علية ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أنس بن مالك . . الحديث .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية