الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6307 59 - حدثني علي ، سمع عبد العزيز بن أبي حازم ، أخبرني أبي ، عن سهل بن سعد أن أبا أسيد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أعرس ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لعرسه ، فكانت العروس خادمهم ، [ ص: 201 ] فقال سهل للقوم : هل تدرون ما سقته ؟ قال : أنقعت له تمرا في تور من الليل حتى أصبح عليه فسقته إياه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال الكرماني : مناسبة الحديث للباب مفهوم نبيذ إذ المتبادر إلى الذهن منه أن العروس المذكورة فيه سقت المتخذ من التمر ، ففيه الرد على بعض الناس .

                                                                                                                                                                                  وقال صاحب التوضيح : وجه تعلق البخاري من حديث سهل في الرد على أبي حنيفة وهو أن سهلا إنما عرف أصحابه أنه لم تسق الشارع إلا نبيذا قريب العهد بالانتباذ مما يحل شربه ، ألا ترى قوله : " أنقعت له تمرا في تور من الليل حتى أصبح عليه فسقته إياه " ؟ ! وهكذا كان ينبذ له صلى الله تعالى عليه وسلم ليلا ويشربه غدوة وينبذ له غدوة ويشربه عشية ، انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : ليس في حديث سهل رد قط على أبي حنيفة لأنه لم ينف اسم النبيذ عن المتخذ من التمر ، وإنما قال : الطلاء والسكر والعصير ليست بأنبذة على تقدير صحة النقل عنه بذلك لأن كلا منها يسمى باسم خاص كما ذكرناه الآن .

                                                                                                                                                                                  وعلي شيخ البخاري فيه هو ابن المديني ، وعبد العزيز فيه يروي عن أبيه أبي حازم سلمة بن دينار الأعرج ، وهو يروي عن سهل بن سعد الساعدي الأنصاري ، كان اسمه حزنا فسماه النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم سهلا ، وأبو أسيد بضم الهمزة مصغر الأسد مالك الساعدي .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في كتاب الأشربة في باب الانتباذ في الأوعية ، قوله : " صاحب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم " ، ذكر لفظ صاحب إما استلذاذا وإما افتخارا وإما تعظيما له وإما تفهيما لمن لا يعرفه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فكانت العروس " على وزن فعول يستوي فيه الذكر والأنثى ، والمراد به هنا الزوجة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خادمهم " بالتذكير لأنه يطلق على الرجل والمرأة كليهما ، قوله : " في تور " بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الواو وبالراء هو إناء من صفر أو حجر كالأجانة ، وقد يتوضأ منه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فسقته إياه " أي فسقت العروس المذكورة النبي صلى الله عليه وسلم إياه أي التمر المنقوع في التور .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية