الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6356 وقرأ ابن عباس يا بني آدم واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، ولم يذكر أن أحدا خالف أبا بكر في زمانه وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرون .

                                                                                                                                                                                  وقال ابن عباس : يرثني ابن ابني دون إخوتي ، ولا أرث أنا ابن ابني .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار بقوله : " وقرأ ابن عباس يا بني آدم " إلى احتجاجه بأن الجد أب بقوله تعالى : يا بني آدم وبقوله تعالى واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فإنه أطلق على هؤلاء الأب مع أنهم أجداد .

                                                                                                                                                                                  وروى سعيد بن منصور من طريق عطاء عن ابن عباس قال : الجد أب ، وقرأ واتبعت ملة آبائي إبراهيم الآية .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ولم يذكر " على صيغة المجهول ، قوله : " خالف أبا بكر " أي فيما قاله من الجد حكمه حكم الأب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " الواو فيه للحال ، قوله : " متوافرون " أي فيهم كثرة وعدد وهو إجماع سكوتي ، وممن قال مثل قول ابن عباس معاذ ، وأبو الدرداء ، وأبو موسى ، وأبي بن كعب ، وأبو هريرة ، وعائشة رضي الله تعالى عنهم .

                                                                                                                                                                                  ومن التابعين أيضا : عطاء ، وطاوس ، وشريح ، والشعبي .

                                                                                                                                                                                  وقال أيضا من الفقهاء عثمان البتي ، وأبو حنيفة ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وداود والمزني ، وابن شريح .

                                                                                                                                                                                  وذهب عمر ، وعلي ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود إلى توريث الإخوة مع الجد لكن اختلفوا في كيفية ذلك ، وموضعه كتب الفرائض .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وقال ابن عباس : يرثني " إلى آخره ، أراد به الإنكار أي لم لا يرث الجد ؟ فيكون ردا على من حجب الجد بالإخوة أو معناه : فلم لا يرث الجد وحده دون الإخوة ؟ كما في العكس فهو رد على من قال بالشركة بينهما .

                                                                                                                                                                                  وقال أبو عمر : وجه قياس ابن عباس أن ابن الابن لما كان كالابن عند عدم الابن ، كان أبو الأب عند عدم الأب كالأب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية