الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6362 [ ص: 245 ] 20 - حدثنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا شعبة ، عن محمد بن المنكدر ، قال : سمعت جابرا رضي الله عنه قال : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مريض فدعا بوضوء فتوضأ ، ثم نضح علي من وضوئه فأفقت ، فقلت : يا رسول الله إنما لي أخوات ، فنزلت آية الفرائض .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " إنما لي أخوات " لأنه يقتضي أنه لم يكن له ولد ، واستنبط البخاري الإخوة وقدم الأخوات في الترجمة للتصريح بهن في الحديث .

                                                                                                                                                                                  وعبد الله بن عثمان بن جبلة الملقب بعبدان المروزي يروي عن عبد الله بن المبارك المروزي إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في أول كتاب الفرائض بأتم منه ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بوضوء " بفتح الواو وهو الماء الذي يتوضأ به ، قوله : " ثم نضح " بالنون والضاد المعجمة وبالحاء المهملة أي رش .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فنزلت آية الفرائض " أي آية المواريث ، وبين فيها أن الأخوات يرثن ، وأجمعوا على أن الإخوة والأخوات من الأبوين أو من الأب ذكورا كانوا أو إناثا لا يرثون مع الابن ولا مع ابن الابن وإن سفل ولا مع الأب .

                                                                                                                                                                                  واختلفوا في ميراث الأخوات مع الجد على ما سبق ، وما عدا ذلك فللواحدة من الأخوات النصف وللبنتين فصاعدا الثلثان إلا في الأكدرية وهي زوج وأم وجد وأخت شقيقة أو لأب ، فللزوج النصف وللأم الثلث وللجد السدس وللأخت النصف ، وتعول إلى تسعة ثم يجمع نصيب الجد ونصيب الأخت وهو أربعة فيقسم بينهما للذكر مثل حظ الأنثيين ، فأربعة على ثلاثة لا يصح فيضرب ثلاثة في تسعة يكون سبعة وعشرين ، للزوج تسعة وللأم ستة وللجد ثمانية وللأخت أربعة ، وإنما سميت أكدرية لأن عبد الملك بن مروان سأل عنها رجلا يقال له أكدر فأخطأ فيها فنسبت إليه ، وقيل : كان اسم الميت أكدر ، وقيل : سميت بذلك لأنها كدرت على زيد بن ثابت أصلها لأنه لا يفرض للأخت مع الجد إلا في هذه المسألة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية