الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6397 8 - حدثنا مكي بن إبراهيم ، عن الجعيد ، عن يزيد بن خصيفة ، عن السائب بن يزيد ، قال : كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإمرة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر ، فنقوم إليه بأيدينا ونعالنا ، وأرديتنا حتى كان آخر إمرة عمر ، فجلد أربعين حتى إذا عتوا وفسقوا جلد ثمانين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، والجعيد بضم الجيم وفتح العين المهملة مصغر جعد - ابن عبد الرحمن التابعي من صغار التابعين ، وسند البخاري هذا في غاية العلو ; لأن بينه وبين التابعي فيه واحد ، فهو في حكم الثلاثيات ، ويزيد من الزيادة - ابن خصيفة بضم الخاء المعجمة وفتح الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف ، وبالفاء الكوفي ، والسائب بالهمزة بعد [ ص: 270 ] الألف - ابن يزيد من الزيادة الكندي ، والحديث من أفراده .

                                                                                                                                                                                  قوله: " كنا نؤتى " على صيغة المجهول .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : كان السائب صغيرا جدا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان ابن ست سنين ، فكيف أدخل نفسه في جماعة الحاضرين وقت إتيان الشارب في زمنه صلى الله عليه وسلم ؟

                                                                                                                                                                                  قلت : الظاهر أن مراده من قوله : " كنا " الصحابة ، ولكن يحتمل أن يكون قد حضر هناك مع أبيه أو غيره ، فشاركهم فيه ، فيكون الإسناد على الحقيقة . قوله : " وإمرة أبي بكر " بكسر الهمزة وسكون الميم ، أي إمارته . قوله : " وصدرا من خلافة عمر رضي الله تعالى عنه " أي أوائل خلافته ، قوله : " وأرديتنا " جميع رداء . قوله: " حتى كان آخر إمرة عمر " أي آخر خلافته ، قوله: " حتى إذا عتوا " أي إذا انهمكوا في الطغيان ، وبالغوا في الفساد . قوله: " وفسقوا " أي خرجوا عن الطاعة ، فلم يرتدعوا جلدهم ثمانين جلدة ، ولو أدرك هذا الزمان لجلدهم أضعاف ذلك ، وروى عبد الرزاق بسند صحيح عن عبيد بن عمير أحد كبار التابعين نحو حديث السائب ، وفيه أن عمر جعله أربعين سوطا ، فلما رآهم لا يتناهون جعله ستين سوطا ، فلما رآهم لا يتناهون جعله ثمانين سوطا ، وقال : هذا أدنى الحدود .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية