الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6446 29 - حدثنا عاصم بن علي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس فقال: يا رسول الله، اقض بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق، اقض له يا رسول الله بكتاب الله، إن ابني كان عسيفا على هذا، فزنى بامرأته، فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم، فزعموا أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام، فقال: والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله، أما الغنم والوليدة فرد عليك، وعلى ابنك جلد مائة، وتغريب عام، وأما أنت يا أنيس فاغد على امرأة هذا فارجمها، فغدا أنيس فرجمها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في آخر الحديث، وابن أبي ذئب بلفظ الحيوان المشهور هو محمد بن عبد الرحمن وعبيد الله هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في مواضع كثيرة في النذور، عن إسماعيل بن أبي أويس ، وفي المحاربين عن عبد الله بن يوسف ، وفي الصلح، والأحكام عن آدم ، وفي الوكالة عن أبي الوليد ، وفي الشروط عن قتيبة ، وسيجيء في الاعتصام، وخبر الواحد، وأخرجه بقية الجماعة، وقد مر تفسيره غير مرة، وقد مر عن قريب أيضا في باب الاعتراف بالزنا .

                                                                                                                                                                                  قوله: "إن ابني هذا" كلام الأعرابي لا خصمه، مر في كتاب الصلح هكذا: جاء الأعرابي فقال: يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، فقام خصمه، فقال: صدق، فقال الأعرابي: إن ابني، هكذا قاله الكرماني ، وقال بعضهم: بل الذي قال: اقض بيننا، هو والد العسيف، قلت: الاختلاف في هذا على ابن أبي ذئب ، يظهر ذلك بالتأمل .

                                                                                                                                                                                  قوله: "كان عسيفا" أي أجيرا .

                                                                                                                                                                                  قوله: "فارجمها" فيه اختصار، أي فإن اعترفت بالزنا فارجمها، تشهد عليه سائر الروايات والقواعد الشرعية .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية