الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6499 32 - حدثنا الأنصاري، حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: أن ابنة النضر لطمت جارية فكسرت ثنيتها، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بالقصاص .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، والأنصاري هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك ، أبو عبد الله ، الأنصاري البصري ، وحميد بالضم: الطويل .

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث هو الموفي للعشرين من ثلاثيات البخاري ، وسماه البخاري في سورة البقرة حيث قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا حميد أن أنسا حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتاب الله القصاص .

                                                                                                                                                                                  قوله: "إن ابنة النضر " هي الربيع ، بضم الراء وفتح الباء الموحدة وتشديد الياء آخر الحروف، بنت النضر ، بفتح النون وسكون الضاد المعجمة، وهو جد أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم ، والربيع المذكورة عمة أنس رضي الله تعالى عنه، وتقدم في التفسير بهذا السند أن الربيع عمته، وفي تفسير المائدة من رواية الفزاري عن حميد ، عن أنس : كسرت عمة أنس ، ولأبي داود من طريق معتمر ، عن حميد ، عن أنس : كسرت الربيع أخت أنس بن النضر .

                                                                                                                                                                                  قوله: "لطمت جارية" ، وفي رواية الفزاري : جارية من الأنصار ، وفي رواية معتمر : امرأة بدل جارية، وهذا يوضح أن المراد بالجارية المرأة الشابة لا الأمة الرقيقة .

                                                                                                                                                                                  قوله: "فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم" أي فأتى أهل الجارية النبي صلى الله عليه وسلم، فطلبوا القصاص، فأمر بالقصاص، وقال الكرماني : سبق آنفا أنها جرحت، وقال: ههنا كسرت، والجرح غير الكسر، ثم أجاب عن ذلك فنحن نذكره بأحسن منه فقوله: سبق آنفا، أشار به [ ص: 54 ] إلى الحديث المذكور في باب القصاص بين الرجال والنساء، وقد مر عن قريب، والجواب أنه ورد في الربيع حديثان مختلفان وحكمان اثنان في قضيتين مختلفتين لجارية واحدة: أحد الحكمين في جراحة جرحتها الربيع إنسانا، فقضى صلى الله عليه وسلم بالقصاص من تلك الجراحة، فحلفت أنها لا تقتص منها، فأبر الله قسمها، ورضوا بالدية، والثاني في ثنية امرأة كسرتها، فقضى بالقصاص، فحلف أخوها أنس بن النضر أن لا تقتص منها ورضوا بالأرش، وكان هذا قبل أحد، لأن أنس بن النضر قتل يوم أحد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية