الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6637 58 - حدثنا سعيد بن الربيع، حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، قال: سمعت أبا سلمة يقول: لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: (ولا يحدث بها أحدا) وقد ذكرنا الآن أن لفظي الإخبار والتحديث متقاربان.

                                                                                                                                                                                  وسعيد بن الربيع أبو زيد الهروي كان يبيع الثياب الهروية من أهل البصرة ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري أخو يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وحديث أبي سلمة عن أبي قتادة مر في باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي باب الحلم من الشيطان، وأبو قتادة الأنصاري في اسمه أقوال، فقيل: الحارث ، وقيل: النعمان ، وقيل: عمر .

                                                                                                                                                                                  قوله: (فتمرضني) بضم التاء من الإمراض.

                                                                                                                                                                                  قوله: (كنت لأرى الرؤيا) كذا باللام في رواية المستملي ، وفي رواية غيره بدون اللام، قال بعضهم: بدون اللام أولى.

                                                                                                                                                                                  قلت: ليت شعري ما وجه الأولوية.

                                                                                                                                                                                  قوله: ( فلا يحدث به إلا من يحب ) أي: من يحبه؛ لأنه إذا حدث بها من لا يحب فقد يفسرها له بما لا يحب [ ص: 169 ] إما بغضا وإما حسدا فقد يقع على تلك الصفة، والمحب لا يعبرها إلا بخير، والعبارة لأول عابر.

                                                                                                                                                                                  وقال صلى الله عليه وسلم: الرؤيا لأول عابر . وكان أبو هريرة يقول: لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح .

                                                                                                                                                                                  قوله: (وليتفل) أي: ليبصق، وذاك لطرد الشيطان واستقذاره، من تفل بالتاء المثناة من فوق وبالفاء يتفل بضم الفاء وكسرها.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ثلاثا) أي: ثلاث مرات.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فإنها لن تضره) قال الداودي : يريد ما كان من الشيطان، وأما ما كان من الله من خير أو شر فهو واقع لا محالة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية