الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6644 4 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا الأعمش، حدثنا زيد بن وهب، سمعت عبد الله، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، ويحيى بن سعيد القطان ، والأعمش سليمان ، وزيد بن وهب أبو سليمان الهمداني الجهني الكوفي من قضاعة خرج إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فقبض النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو في الطريق، وعبد الله هو ابن مسعود .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في علامات النبوة عن محمد بن كثير ، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أثرة) بفتح الهمزة والثاء المثلثة الاستئثار في الحظوظ الدنيوية، والاختيار لنفسه، والاختصاص بها.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وأمورا تنكرونها) يعني من أمور الدين، وسقطت الواو في " وأمورا " في بعض الروايات، فعلى هذا يكون أمورا تنكرونها بدلا من أثرة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أدوا إليهم حقهم) ، أي: أدوا إلى الأمراء حقهم، أي: الذي لهم المطالبة به، ووقع في رواية الثوري تؤدون الحقوق التي عليكم، أي: بذل المال الواجب في الزكاة والنفس الواجب في الخروج إلى الجهاد عند التعيين ونحوه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وسلوا الله حقكم) ، قال الداودي : سلوا الله أن يأخذ لكم حقكم ويقيض [ ص: 178 ] لكم من يؤديه إليكم.

                                                                                                                                                                                  وقال زيد : يسألون الله سرا؛ لأنهم إذا سألوه جهرا كان سبا للولاة ويؤدي إلى الفتنة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية