الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6678 39 - حدثنا معاذ بن فضالة، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أحفوه بالمسألة، فصعد النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم المنبر، فقال: لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم، فجعلت أنظر يمينا وشمالا، فإذا كل رجل لاث رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه، فقال: يا نبي الله، من أبي؟ فقال: أبوك حذافة، ثم أنشأ عمر، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، نعوذ بالله من سوء الفتن، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط؛ إنه صورت لي الجنة والنار، حتى رأيتهما دون الحائط.

                                                                                                                                                                                  قال قتادة: يذكر هذا الحديث عند هذه الآية: ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم


                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " نعوذ بالله من شر الفتن ".

                                                                                                                                                                                  ومعاذ - بضم الميم - ابن فضالة بفتح الفاء وتخفيف الضاد المعجمة، وهشام هو الدستوائي . والحديث مضى في الدعوات، عن حفص بن عمر .

                                                                                                                                                                                  قوله: " حتى أحفوه " بالحاء المهملة، أي ألحوا عليه في السؤال وبالغوا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ذات يوم المنبر " ، وفي رواية الكشميهني " على المنبر ".

                                                                                                                                                                                  قوله: " لاث رأسه " هكذا في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره: فإذا كل رجل رأسه في ثوبه. ولاث بالثاء المثلثة من اللوث، وهو الطي والجمع، ومنه: لثت العمامة ألوثها لوثا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فأنشأ رجل " أي بدأ بالكلام.

                                                                                                                                                                                  قوله: " كان إذا لاحى " بالحاء المهملة أي إذا جادل وخاصم يدعى إلى غير أبيه، يعني يقولون له يا ابن فلان، وهو خلاف أبيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فقال: أبوك حذافة " في رواية معتمر : سمعت أبي عن قتادة عند الإسماعيلي ، واسم الرجل خارجة . وقيل: قيس بن حذافة . وقيل: المعروف أن القائل عبد الله بن حذافة أخو خارجة .

                                                                                                                                                                                  قوله: " من سوء الفتن " بضم السين وبالهمزة، وفي رواية الكشميهني : من شر الفتن بفتح الشين المعجمة وتشديد الراء.

                                                                                                                                                                                  قوله: " صورت " على صيغة المجهول، وفي رواية الكشميهني صورت لي.

                                                                                                                                                                                  قوله: " دون الحائط " أي عنده.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قال قتادة يذكر " بضم الياء وسكون الذال وفتح الكاف، ووقع في رواية الكشميهني : يذكر على صيغة المعلوم، وهذا أوجه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية