الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  681 (ويذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم: ائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا التعليق أخرجه مسلم في (صحيحه) عن الدارمي : حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا بشر بن منصور، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في أصحابه تأخرا، فقال لهم: تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله تعالى . وأخرجه أبو داود أيضا، حدثنا موسى بن إسماعيل ومحمد بن عبد الله الخزاعي، قالا: حدثنا أبو الأشهب عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري .. الحديث، وأخرجه النسائي، وابن ماجه أيضا.

                                                                                                                                                                                  قوله: ( ائتموا بي )، خطاب لأهل الصف الأول. قوله: ( وليأتم بكم من بعدكم )، معناه عند الجمهور يستدلون بأفعالكم على أفعالي لا أنهم يقتدون بهم فإن الاقتداء لا يكون إلا لإمام واحد، ومذهب من يأخذ بظاهره قد ذكرناه الآن.

                                                                                                                                                                                  وفيه جواز اعتماد المأموم في متابعة الإمام الذي لا يراه ولا يسمعه على مبلغ عنه أو صف قدامه يراه متابعا للإمام.

                                                                                                                                                                                  قوله: ( من ) بفتح الميم في محل الرفع لأنه فاعل لقوله: ( وليأتم ). قوله: ( ولا يزال قوم يتأخرون ) أي عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله عن عظيم فضله أو رفع منزلته أو نحو ذلك، وقال الكرماني : ويذكر تعليق بلفظ التمريض، قال بعضهم: هذا عندي ليس بصواب لأنه لا يلزم من كونه على غير شرطه أنه لا يصلح للاحتجاج به عنده بل قد يكون صالحا للاحتجاج به عنده، وليس هو على شرط صحيحه الذي هو على شروط الصحة، قلت: هذا الذي ذكره يخرم قاعدته لأنه إذا لم يكن على شرطه كيف يحتج به؟ وإلا فلا فائدة لذلك الشرط، وأبو نضرة الذي روى الحديث المذكور عن أبي سعيد الخدري ليس على شرطه وإنما يصلح عنده للاستشهاد، ولهذا استشهد به عن جابر في كتاب الشروط على ما سيأتي إن شاء الله تعالى، وأبو نضرة بالنون المفتوحة، وسكون الضاد المعجمة، وفتح الراء، واسمه المنذر بن مالك العوفي البصري، وأبو الأشهب في مسند أبي داود، واسمه جعفر بن حبان العطاردي السعدي البصري الأعمى، وثقه يحيى وأبو زرعة وأبو حاتم، مات سنة ست وثلاثين ومائة، روى له الجماعة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية