الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6705 66 - حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، حدثنا إسماعيل، حدثني قيس قال: قال لي المغيرة بن شعبة: ما سأل أحد النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الدجال ما سألته، وإنه قال لي: ما يضرك منه؟ قلت: لأنهم يقولون: إن معه جبل خبز ونهر ماء، قال: هو أهون على الله من ذلك.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 216 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 216 ] مطابقته للترجمة ظاهرة. ويحيى هو القطان، وإسماعيل هو ابن أبي خالد .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الفتن، عن شهاب بن عباد وآخرين. وأخرجه ابن ماجه فيه، عن محمد بن عبد الله بن نمير .

                                                                                                                                                                                  قوله: " عن الدجال " قال الكرماني : هو شخص بعينه، ابتلى الله عباده به ، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى، من إحياء الميت، واتباع كنوز الأرض، وإمطار السماء، وإنبات الأرض بأمره، ثم يعجزه الله عز وجل بعد ذلك فلا يقدر على شيء من ذلك، وهو يكون مدعيا للإلهية، وهو في نفس دعواه مكذب لها بصورة حاله من انتقاصه بالعور، وعجزه عن إزالته عن نفسه، وعن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه. فإن قلت: إظهار المعجزة على يد الكذاب ليس بممكن. قلت: إنه يدعي الإلهية واستحالته ظاهرة، فلا محذور فيه، بخلاف مدعي النبوة؛ فإنها ممكنة، فلو أتى الكاذب فيها بمعجزة لالتبس النبي بالمتنبي، وفائدة تمكينه من هذه الخوارق امتحان العباد.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وإنه " أي وإن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم " قال لي: ما يضرك منه؟ " أي: من الدجال .

                                                                                                                                                                                  قوله: " لأنهم " أي لأن الناس، ويروى أنهم، وهو رواية المستملي ، قال الكرماني : هو متعلق بمقدر يناسب المقام، وقدر بعضهم الخشية منه مثلا. وفيه تأمل.

                                                                                                                                                                                  قوله: " جبل " وفي رواية مسلم : " معه جبال من خبز ولحم " .

                                                                                                                                                                                  قوله: " ونهر " بسكون الهاء وفتحها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " هو أهون على الله من ذلك " قال القاضي : هو أهون على الله من أن يجعل ذلك سببا لضلال المؤمنين، بل هو ليزداد الذين آمنوا إيمانا، وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية