الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6742 25 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، حدثني عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة ، فقالت: يا رسول الله، والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك، ثم قالت: إن أبا سفيان رجل مسيك، فهل علي من حرج أن أطعم الذي له عيالنا؟ قال لها: لا حرج عليك أن تطعميهم من معروف.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من آخر الحديث؛ فإن فيه قضاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بعلمه كما ذكرناه عن قريب.

                                                                                                                                                                                  وأبو اليمان الحكم بن نافع ، وقد مضت في كتاب النفقات قضية هند حيث قال البخاري : باب "إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ ..." إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه عن محمد بن المثنى ، عن يحيى ، عن هشام ، عن أبيه إلى آخره، وهنا من طريق الزهري ، عن عروة ، عن عائشة . وفيه زيادة على ذلك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " خبائك " بالمد هي الخيمة، قيل: أرادت بقولها: أهل خبائك نفسه صلى الله عليه وسلم، وكنت عنه بأهل الخباء إجلالا له، ويحتمل أنها [ ص: 236 ] أرادت به أهل بيته أو صحابته. وقيل: الدار يسمى خباء، والقبيل يسمى خباء، وهذا من الاستعارة والمجاز.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أن يذلوا " كلمة أن مصدرية، أي: ذلتهم، وكذلك الكلام في " أن يعزوا " .

                                                                                                                                                                                  قوله: " مسيك " بكسر الميم وتشديد السين المهملة: صيغة مبالغة في مسك اليد، يعني بخيل جدا، ويجوز فتح الميم وكسر السين المخففة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " من حرج " أي: من إثم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أن أطعم " أي: بأن أطعم، وعيالنا منصوب؛ لأنه مفعول أطعم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لا حرج عليك " أي: لا إثم عليك ولا منع من أن تطعميهم من معروف، يعني يكون فيه إسراف ونحوه. فإن قلت: كيف يصح الاستدلال بهذا الحديث على جواز حكم القاضي بعلمه ؛ لأنه خرج مخرج الفتيا؟ قلت: الأغلب من أحوال النبي -صلى الله عليه وسلم- الحكم والإلزام.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية