الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6819 21 - حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، حدثنا مالك قال : أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين ليلة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيقا ، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا ، فأخبرناه قال : ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم ، وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها ، وصلوا كما رأيتموني أصلي ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " فليؤذن أحدكم " لأن أذان الواحد يؤذن بدخول الوقت والعمل به .

                                                                                                                                                                                  وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي ، وأيوب هو السختياني ، وأبو قلابة بكسر القاف عبد الله بن زيد الجرمي ، ومالك هو ابن الحويرث بضم الحاء المهملة وفي آخره ثاء مثلثة ابن حشيش بشينين معجمتين على وزن عظيم ، من بني سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، حجازي سكن البصرة ومات بها سنة أربع وسبعين .

                                                                                                                                                                                  والحديث بعين هذا الإسناد والمتن قد مضى في الصلاة في باب الأذان للمسافر ، وقد كرر هذا الحديث بلا فائدة جديدة ، ومضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أتينا النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم " أي وافدين عليه ، قوله : " ونحن شببة " بشين معجمة وباءين موحدتين وفتحات جمع شاب وهو من كان دون الكهولة ، قوله : " متقاربون " أي في السن ، ووقع عند أبي داود " متقاربون في العلم " وعند مسلم " متقاربون في القراءة " ، قوله : " رقيقا " بقافين ويروى بفاء وقاف ، وعند مسلم بقافين فقط ، قوله : " اشتهينا أهلنا " وفي رواية الكشميهني " أهلينا " بكسر اللام وزيادة الياء جمع أهل ، وفي الصلاة " اشتقنا إلى أهلنا " والمراد بالأهل الزوجات أو أعم من ذلك ، قوله : " سألنا بفتح اللام ، والضمير المرفوع فيه يرجع إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، قوله : " ارجعوا إلى أهليكم " إنما أذن لهم بالرجوع لأن الهجرة كانت قد انقطعت بعد الفتح فكانت الإقامة بالمدينة باختيار الوافد ، قوله : " وعلموهم " أي الشرائع " ومروهم " بالإتيان بالواجبات والاجتناب عن المحرمات ، قوله : " أحفظها أو لا أحفظها " ليس شكا بل هو تنويع ، وقائل هذا هو أبو قلابة ، قوله : " وصلوا كما رأيتموني أصلي " أي من جملة الأشياء التي حفظها أبو قلابة عن مالك هو قوله صلى الله عليه وسلم هذا ، قوله : " فإذا حضرت الصلاة " أي فإذا دخل وقتها ، قوله : " أكبركم " أي أفضلكم أو أسنكم ، وعند النسائي في الفضيلة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية