الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6915 116 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري . ح وحدثني محمد بن سلام ، أخبرنا عتاب بن بشير ، عن إسحاق ، عن الزهري ، أخبرني علي بن حسين ، أن حسين بن علي رضي الله عنهما أخبره أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : ألا تصلون ؟ فقال علي : فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له ذلك ولم يرجع إليه شيئا ، ثم سمعه وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للجزء الأول للترجمة ظاهرة ، وأخرجه من طريقين : أحدهما عن أبي اليمان الحكم بن نافع ، عن شعيب بن أبي حمزة ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن علي بن الحسين ، والآخر عن محمد بن سلام بالتخفيف ، ووقع عند النسفي غير منسوب عن عتاب بفتح العين المهملة وتشديد التاء المثناة من فوق وبالباء الموحدة ابن بشير بفتح الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة ، والجزري بالجيم والزاي والراء ، عن إسحاق بن راشد الجزري أيضا ، ووقع إسحاق عند النسفي وأبي ذر غير منسوب ، ونسب عند الباقين ، وساق المتن على لفظه عن الزهري ، عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الصلاة عن أبي اليمان أيضا ، وفي التفسير عن علي بن عبد الله .

                                                                                                                                                                                  قوله : " طرقه " أي طرق عليا وفاطمة ، منصوب لأنه عطف على الضمير المنصوب بطرقه ، ومعناه أتاه ليلا ، وسيأتي مزيد الكلام فيه ، قوله : " فقال لهم : ألا تصلون ؟ " أي لعلي وفاطمة ومن عندهما أو إن أقل الجمع اثنان ، وفي رواية شعيب " ألا تصليان " بالتثنية على الأصل ، قوله : " بعثنا " أي من النوم للصلاة ، قوله : " حين قال له ذلك " فيه التفات ، وفي رواية شعيب " حين قلت له ذلك " قوله : " وهو مدبر " بضم أوله وكسر الباء الموحدة أي مول ظهره بتشديد اللام وفي رواية الكشميهني وهو منصرف ، قوله : " يضرب فخذه " جملة وقعت حالا ، وكذلك قوله : " وهو يقول " وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرضهم على الصلاة باعتبار الكسب والقدرة ، وأجابه علي رضي الله تعالى عنه باعتبار القضاء والقدر ، قالوا : وكان يضرب فخذه تعجبا من سرعة جوابه والاعتبار بذلك أو تسليما لقوله : وقال المهلب : لم يكن لعلي رضي الله تعالى عنه أن يدفع ما دعاه النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم إليه من الصلاة بقوله ; [ ص: 64 ] بل كان عليه الاعتصام بقبوله ، ولا حجة لأحد في ترك المأمور به بمثل ما احتج به علي ، قيل له : ما فائدة قوله رفع القلم عن النائم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية