الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6924 126 - حدثنا محمد هو ابن عقبة ، حدثنا الفضيل بن سليمان النميري البصري ، حدثنا منصور بن عبد الرحمن بن شيبة ، حدثتني أمي عن عائشة - رضي الله عنها - أن امرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحيض كيف تغتسل منه ؟ قال : تأخذين فرصة ممسكة فتوضئين بها ، قالت : كيف أتوضأ بها يا رسول الله ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : توضئي ، قالت : كيف أتوضأ بها يا رسول الله ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : توضئين بها ، قالت عائشة : فعرفت الذي يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجذبتها إلي فعلمتها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه - صلى الله عليه وسلم - لما سألته المرأة المذكورة عن كيفية الاغتسال علمها بالدليل .

                                                                                                                                                                                  وشيخ البخاري محمد بن عقبة الشيباني الكوفي ، قال أبو حاتم : ليس بالمشهور ، ورد عليه بأنه روى عنه مع البخاري يعقوب بن سفيان ، وأبو كريب ، وآخرون ، ووثقه جماعة منهم ابن عدي ، وقال الكلاباذي : هو من قدماء شيوخ البخاري ، وما له عنده سوى هذا الموضع ، ورد عليه بأن له موضعا آخر مضى في الجمعة وآخر في غزوة المريسيع ، وله في الأحاديث الثلاثة عنده متابع ، فما أخرج له شيئا استقلالا ، ولكنه ساق المتن هنا بلفظه ، وأما لفظ ابن عيينة فقد مضى في الطهارة ، قاله بعضهم ، وليس كذلك ، بل هو في كتاب [ ص: 72 ] الحيض في باب دلك المرأة نفسها إذا طهرت من الحيض ، أخرجه عن يحيى المذكور في الطريق الأول عن ابن عيينة إلى آخره ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إن امرأة " هي أسماء بنت شكل بفتح الشين المعجمة والكاف واللام . قوله : " كيف تغتسل منه " على صيغة المجهول . قوله : " تأخذين " ويروى : تأخذي ، والأول هو الصواب . قوله : " فرصة " بتثليث الفاء وسكون الراء وبالصاد المهملة وهي القطعة من القطن أو الخروق تتمسح بها المرأة من الحيض . قوله : " ممسكة " أي : مطيبة بالمسك ، وقال الخطابي : قد تأول الممسكة على معنى الإمساك دون الطيب ، يريد أنها تمسكها بيدها فتستعملها . قوله : " فتوضئين بها " أي : تتنظفين وتتطهرين ، أي : أراد معناها اللغوي . قوله : " فجذبتها إلي " بتشديد الياء .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية