الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6926 128 - حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته ، وإنه أتي ببدر ، قال ابن وهب : يعني طبقا ، فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا ، فسأل عنها فأخبر بما فيها من البقول ، فقال : قربوها ، فقربوها إلى بعض أصحابه كان معه ، فلما رآه كره أكلها ، قال : كل ، فإني أناجي من لا تناجي .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - لما امتنع من الخضرات المذكورة لأجل ريحها امتنع الرجل الذي كان معه ، فلما رآه قد امتنع قال له : كل ، وفسر كلامه بقوله : فإني أناجي من لا تناجي .

                                                                                                                                                                                  وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري ، ويونس هو ابن يزيد الأيلي .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الصلاة عن سعيد بن عفير ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وليقعد في بيته " ، وفي رواية الكشميهني : أو ليقعد بزيادة الألف في أوله . قوله : " ببدر " بفتح الباء الموحدة ، وهو الطبق على ما يأتي ، سمي [ ص: 73 ] بدرا لاستدارته تشبيها بالقمر . قوله : " قال ابن وهب " موصول بسند الحديث المذكور . قوله : " فيه خضرات " بفتح أوله وكسر ثانيه ، وقال ابن التين : وضبط في بعض الروايات بفتح الضاد وضم الخاء . قوله : " قربوها " بكسر الراء أمر للجماعة ، وقوله : " فقربوها " بصيغة الجمع للماضي . قوله : " إلى بعض أصحابه " منقول بالمعنى ; لأن لفظه - صلى الله عليه وسلم - قربوها لأبي أيوب - رضي الله تعالى عنه - فكأن الراوي لم يحفظه ، فكنى عنه بذلك ، وعلى تقدير أن لا يكون عينه ففيه التفات ; لأن نسق العبارة أن يقول إلى بعض أصحابي . قوله : " كان معه " من كلام الراوي أي : مع النبي - صلى الله عليه وسلم - . قوله : " فلما رآه كره أكلها " فاعل كره بمقتضى ظاهر الكلام هو بعض أصحابه ، ولكنه في الحقيقة هو أبو أيوب ، وفيه حذف تقديره : فلما رآه امتنع من أكلها وأمر بتقريبها إليه كره أكلها ، ويحتمل أن يكون التقدير : فلما رآه لم يأكل منها كره أكلها ، قال ابن بطال : قوله : " قربوها " نص على جواز الأكل ، وكذا قوله : " أناجي " إلى آخره ، وقالوا : يدخل في حكم الثوم والبصل الكراث والفجل ، وقد ورد في الفجل حديث ، وعلل ذلك بأن الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم ، قيل : يريد غير الحافظين .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية