الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6946 باب قول الله تعالى : السلام المؤمن

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في قوله عز وجل : السلام المؤمن كذا في رواية الجميع ، وزاد ابن بطال المهيمن ، وقال : غرضه بهذا إثبات أسماء من أسماء الله تعالى ، وكأنه أراد بهذا القدر الإشارة إلى الآيات الثلاث المذكورة في آخر سورة الحشر ، قال شيخ شيخي الطيبي رحمه الله : السلام مصدر نعت به ، والمعنى ذو السلامة من كل آفة ونقيصة ، أي : الذي سلمت ذاته عن الحدوث والعيب وصفاته عن النقص وأفعاله عن الشر المحض ، وهو من أسماء التنزيه ، وفي الحديث الصحيح أنه اسم من أسماء الله تعالى ، وقد أطلق على التحية الواقعة بين المؤمنين ، وقيل : السلام في حقه تعالى الذي سلم المؤمنون من عقوبته ، واختلف في تأويل قوله تعالى : والله يدعو إلى دار السلام فقيل : الجنة ; لأنه لا آفة فيها ولا كدر ، فالسلام على هذا والسلامة بمعنى ، كاللذاذ واللذاذة ، وقال قتادة : الله السلام وداره الجنة . قوله : " المؤمن " قال شيخ شيخي : المؤمن في الأصل الذي يجعل غيره آمنا ، وفي حق الله تعالى على وجهين ( أحدهما ) أن يكون صفة ذات ، وهو أن يكون متضمنا لكلام الله تعالى الذي هو تصديقه لنفسه في أخباره ولرسله في صحة دعواهم الرسالة . ( والثاني ) أن يكون متضمنا صفة فعل هي أمانة رسله وأوليائه المؤمنين به من عقابه وأليم عذابه . قوله : " المهيمن " راجع إلى معنى الحفظ والرعاية ، وذلك صفة فعل له - عز وجل - وقد روى البيهقي من حديث ابن عباس في قوله : ومهيمنا عليه قال مؤتمنا عليه ، وفي رواية علي بن أبي طلحة عنه : المهيمن الأمين ، القرآن أمين على كل كتاب قبله ، وقيل : الرقيب على الشيء والحافظ له ، وقال شيخ شيخي : المهيمن الرقيب المبالغ في المراقبة والحفظ ، من قولهم : هيمن الطير إذا نشر جناحه على فرخه صيانة له ، وقيل : أصله مؤيمن فقلبت الهمزة هاء فصار مهيمن ، قاله الخطابي وابن قتيبة ومن تبعهما ، واعترض إمام الحرمين ونقل الإجماع على أن أسماء الله تعالى لا تصغر ، قلت : هم ما ادعوا أنه مصغر حتى يصح الاعتراض عليهم ، ومهيمن غير مصغر ; لأن وزنه مفيعل وليس هذا من أوزان التصغير .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية