الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6950 14 - حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن سليمان ، عن طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو من الليل : اللهم لك الحمد أنت رب السماوات والأرض ، لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ، قولك الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت ، أنت إلهي لا إله لي غيرك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : أنت رب السماوات والأرض ; لأن معناه أنت مالك السماوات والأرض وخالقهما .

                                                                                                                                                                                  وقبيصة بفتح القاف ابن عقبة ، وسفيان هو الثوري ، وابن جريج عبد الملك ، وسليمان الأحول .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في صلاة الليل عن علي بن عبد الله ، وفي الدعوات عن عبد الله بن محمد ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من الليل " أي : في الليل أو من قيام الليل . قوله : " رب السماوات " الرب السيد والمصلح والمالك . قوله : " أنت قيم السماوات " أي : مدبرها ومقومها . قوله : " نور السماوات " أي : منورها ، وهو من جملة صفات الفعل ، وقد مر تفسير الحق . قوله : " وعدك حق " من عطف الخاص على العام ; لأن الوعد أيضا قول . قوله : " لقاؤك " المراد باللقاء البعث . قوله : " إليك أنبت " أي : رجعت إلى عبادتك . قوله : " وبك خاصمت " أي : ببراهينك التي أعطيتني خاصمت الأعداء . قوله : " وإليك حاكمت " يعني من جحد الحق حاكمته إليك ، أي : جعلتك حاكما بيني وبينه لا غيرك مما كانت الجاهلية تتحاكم إلى الصنم ونحوه . قوله : " فاغفر لي " سؤاله - صلى الله عليه وسلم - المغفرة تواضع منه أو تعليم لأمته .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية