الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6957 21 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة ، من أحصاها دخل الجنة ، " أحصيناه " حفظناه .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 95 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 95 ] مطابقته للترجمة من حيث المعنى ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  وأبو اليمان الحكم بن نافع ، وأبو الزناد بالزاي والنون عبد الله بن ذكوان ، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الشروط بعين هذا الإسناد والمتن ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلا واحدا " كذا في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره : إلا واحدة ، ولعل التأنيث باعتبار الكلمة أو هي للمبالغة في الوحدة نحو رجل علامة وراوية ، وفائدة مائة إلا واحدة التأكيد ورفع التصحيف ; لأن تسعة تتصحف بسبعة وتسعين بسبعين ، والحكمة في الاستثناء أن الوتر أفضل من الشفع ، إن الله وتر يحب الوتر ، وقال الكرماني : الغرض من الباب إثبات الأسماء لله تعالى .

                                                                                                                                                                                  واختلفوا فيها فقيل : الاسم عين المسمى ، وقيل : غيره ، وقيل : لا هو ولا غيره ، وهذا هو الأصح ، وذكر نعيم بن حماد أن الجهمية قالوا : إن أسماء الله تعالى مخلوقة ; لأن الاسم غير المسمى ، وادعوا أن الله كان ولا وجود لهذه الأسماء ، ثم خلقها فتسمى بها ، قال : قلنا لهم : إن الله تعالى قال : سبح اسم ربك الأعلى وقال : ذلكم الله ربكم فاعبدوه فأخبر أنه المعبود ، ودل كلامه على اسمه بما دل به على نفسه ، فمن زعم أن اسم الله مخلوق فقد زعم أن الله أمر نبيه أن يسبح مخلوقا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من أحصاها " أي : من حفظها وعرفها ; لأن العارف بها يكون مؤمنا ، والمؤمن يدخل الجنة لا محالة ، وقيل : أي عددها معتقدا بها ، وقيل : أطلق القيام بحقها والعمل بمقتضاها . قوله : " أحصيناه " حفظناه ، هذا من كلام البخاري أشار به إلى أن معنى الإحصاء هو الحفظ ، والإحصاء في اللغة يطلق بمعنى الإحاطة بعلم عدد الشيء وقدره ، ومنه : وأحصى كل شيء عددا قاله الخليل ، وبمعنى الإطاقة له قال تعالى : علم أن لن تحصوه أي : لن تطيقوه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية