الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6967 31 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي ، حليف لبني زهرة ، وكان من أصحاب أبي هريرة ، أن أبا هريرة قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة ، منهم خبيب الأنصاري ، فأخبرني عبيد الله بن عياض أن ابنة الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها ، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه قال خبيب الأنصاري :


                                                                                                                                                                                  ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان لله مصرعي     وذلك في ذات الإله وإن يشأ
                                                                                                                                                                                  يبارك على أوصال شلو ممزع

                                                                                                                                                                                  فقتله ابن الحارث ، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه خبرهم يوم أصيبوا .


                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أوضح بهذا الحديث قوله : وقال خبيب : وذلك في ذات الإله .

                                                                                                                                                                                  وأبو اليمان الحكم بن نافع ، وعمرو بن أبي سفيان بن أسيد بفتح الهمزة وكسر السين ابن جارية بالجيم الثقفي حليف بالحاء المهملة ، أي : معاهدهم ، والحديث قد مضى في الجهاد مطولا في باب هل يستأسر الرجل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " عشرة " أي : عشرة أنفس . قوله : " فأخبرني " أي : قال الزهري : فأخبرني عبيد الله بن عياض بكسر العين المهملة وتخفيف الياء آخر الحروف وبالضاد المعجمة ابن عمرو المكي ، وقال الحافظ المنذري : عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري حجازي . قوله : " ابنة الحارث " بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ، كان خبيب قتل أباها . قوله : " حين اجتمعوا " أي : إخوتها لقتله اقتصاصا لأبيهم . قوله : " استعار منها " ويروى : فاستعار منها بالفاء ، قال الكرماني : الفاء زائدة ، وجوز بعض النحاة زيادتها ، أو التقدير : استعار فاستعار ، والمذكور مفسر للمقدر . قوله : " موسى " مفعل أو فعلى منصرف وغير منصرف على خلاف بين الصرفيين . قوله : " يستحد " من الاستحداد ، وهو حلق الشعر بالحديد . قوله : " ولست أبالي " ويروى : ما أبالي ، وليس موزونا إلا بإضافة شيء إليه نحو أنا . قوله : " شق " بكسر الشين المعجمة وتشديد القاف ، وهو النصف . قوله : " مصرعي " من الصرع ، وهو الطرح على الأرض ، ويجوز أن يكون مصدرا ميميا ، ويجوز أن يكون اسم مكان . قوله : " في ذات الإله " أي : في طاعة الله وسبيل الله . قوله : " على أوصال " جمع وصل ، ويريد بها المفاصل أو العظام . قوله : " شلو " بكسر الشين المعجمة ، وهو العضو . قوله : " ممزع " بالزاي المفرق والمقطع . قوله : " فقتله ابن الحارث " هو عقبة بالقاف ابن الحارث بن عامر .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية