الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6968 32 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما من أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ، وما أحد أحب إليه المدح من الله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيل : لا مطابقة هنا بين الترجمة وهذا الحديث ; لأنه ليس فيه ذكر النفس ، حتى قال الكرماني : الظاهر أن هذا الحديث كان قبل هذا الباب ، فنقله الناسخ إلى هذا الباب ، ونسبه بعضهم إلى أن هذا غفلة من مراد البخاري ، فإن ذكر النفس ثابت في هذا الحديث الذي أورده ، وإن كان لم يقع في هذا الطريق ، وهو في هذا الحديث أورده في سورة الأنعام ، وفيه : ولا شيء أحب إليه المدح من الله وكذلك مدح نفسه ، قلت : هذا ليس غفلة منه ; لأن كلامه على الظاهر ; لأن الذي ينبغي أن لا يذكر حديث عقيب ترجمة إلا ويكون فيه لفظ يطابق الترجمة ، وإلا يبقى بحسب الظاهر غير مطابق ، ومع هذا اعتذر الكرماني عنه حيث قال : لعله أقام استعمال أحد مقام النفس لتلازمهما في صحة استعمال كل واحد منهما مقام الآخر ، ويؤيده قول غيره : وجه مطابقته أنه صدر الكلام بأحد ، وأحد الواقع في النفي عبارة عن النفس على وجه مخصوص بخلاف أحد الواقع في قوله تعالى : قل هو الله أحد وهذا السند بعينه مر في الكتاب غير مرة .

                                                                                                                                                                                  والأعمش سليمان ، وشقيق بن سلمة أبو وائل ، وعبد الله هو ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في سورة الأنعام ومضى أيضا في أواخر النكاح في باب الغيرة بغير هذا الإسناد والمتن .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أغير من الله " غيرة الله هي كراهيته الإتيان بالفواحش أي : عدم رضاه به لا عدم إرادته ، وقيل : الغضب لازم الغيرة ، أي : غضبه عليها ، ثم لازم الغضب إرادة إيصال العقوبة عليها . قوله : " أحب " بالنصب ، والمدح بالرفع فاعله ، وهو مثل مسألة الكحل ، ويروى : أحب بالرفع ، وهو بمعنى المحبوب لا بمعنى المحب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية