الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7004 قال أبو عبد الله: قال قيس بن سعد وأبو الزبير عن طاوس: قيام. وقال مجاهد: " القيوم " القائم على كل شيء. وقرأ عمر القيام وكلاهما مدح.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قيس بن سعد المكي الحبشي مفتي مكة، مات سنة تسع عشرة ومائة، وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس القرشي الأسدي المكي مولى حكيم بن حزام، مات سنة ثمان وعشرين ومائة، أراد أن قيسا وأبا الزبير رويا هذا الحديث عن طاوس، عن ابن عباس فوقع عندهما "أنت قيام السماوات" بدل "أنت قيم السماوات" وطريق قيس وصلها مسلم وأبو داود من طريق عمران بن مسلم عن قيس، وطريق أبي الزبير وصلها مالك في الموطأ عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وقال مجاهد" أراد أن مجاهدا فسر القيوم بقوله: "القائم على كل شيء". ووصله الفريابي في تفسيره عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بهذا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وقرأ عمر" أي: ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه "الله لا إله إلا هو الحي القيام لا تأخذه سنة ولا نوم" وهو على وزن فعال بالتشديد وهي صيغة مبالغة، وكذلك لفظ القيوم.

                                                                                                                                                                                  وقال أبو عبيدة وابن المثنى: القيوم فيعول، وهو القائم الذي لا يزول، وقال الخطابي: القيوم نعت للمبالغة في القيام على كل شيء بالرعاية له، وقال الحليمي: القيوم القائم على كل شيء من خلقه يدبره بما يريد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وكلاهما مدح" أي: القيوم والقيام مدح; لأنهما من صيغ المبالغة ولا يستعملان في غير المدح، بخلاف القيم فإنه يستعمل في الذم أيضا. وقال محمد بن فرح -بالفاء وسكون الراء وبالحاء المهملة- القرظي في كتاب الأسنى في الأسماء الحسنى: يجوز وصف العبد بالقيم ولا يجوز بالقيوم، وقال الغزالي في المقصد الأسنى: القيوم هو القائم بذاته والقيم لغيره، وليس ذلك إلا الله تعالى. وقال الكرماني: فعلى هذا التفسير هو صفة مركبة من صفات الذات وصفة الفعل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية