الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7054 118 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة في قوله: "يقول الله". وأبو نعيم الفضل بن دكين يروي هنا عن الأعمش كذا وقع عند جميع الرواة، إلا أن أبا علي بن السكن قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان عن الأعمش، زاد فيه سفيان الثوري قال أبو علي الجياني: الصواب قول من خالفه من سائر الرواة، وأبو صالح ذكوان الزيات. والحديث مضى في كتاب الصوم في بابين، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الصوم لي" سائر العبادات لله تعالى، ووجه التخصيص به هو أنه لم يعبد أحد غير الله به; إذ لم تعظم الكفار في عصر من الأعصار معبودا لهم بالصيام بخلاف السجود والصدقة ونحوهما.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يدع" أي: يترك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "جنة" بضم الجيم أي: ترس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "حين يلقى ربه" يعني يوم القيامة، وفيه إثبات رؤية الله تعالى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ولخلوف" بضم الخاء على الأصح، وقيل: بفتحها وهو رائحة الفم المتغيرة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أطيب عند الله" لا يتصور الطيب على الله إلا بطريق الفرض أي: لو تصور الطيب عند الله لكان الخلوف أطيب.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية