الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7102 166 - حدثنا أحمد بن أبي سريج، أخبرنا شبابة، حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة، عن عبد الله بن مغفل المزني قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح: قال فرجع فيها قال: ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل يحكي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه؟ قال: آ آ آ ثلاث مرات.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  تعلق هذا الحديث بالباب من حيث إن الرواية عن الرب أعم من أن تكون قرآنا أو غيره بالواسطة أو بدونها، لكن المتبادر إلى الذهن المتداول على الألسنة ما كان بغير الواسطة، وقال المهلب: معنى هذا الباب له صلى الله تعالى عليه وسلم، روى عن ربه السنة كما روى عنه القرآن، ودخول حديث ابن مغفل فيه للتنبيه على أن القرآن أيضا رواية له عن ربه، وقيل: قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: "قال الله" "وروى عن ربه" سواء.

                                                                                                                                                                                  وشيخ البخاري أحمد بن أبي سريج [ ص: 191 ] مصغر السرج بالسين المهملة وبالراء وبالجيم، واسمه الصباح أبو جعفر النهشلي الرازي، وشبابة بفتح الشين المعجمة وتخفيف الباءين الموحدتين ابن سوار بفتح السين المهملة وتشديد الواو وبالراء الفزاري بالفتح، ومعاوية بن قرة المزني، وعبد الله بن مغفل بضم الميم وفتح الغين المعجمة وتشديد الفاء المفتوحة المزني، ويروى المغفل بالألف واللام.

                                                                                                                                                                                  ومضى الحديث في فضائل القرآن في باب الترجيع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فرجع فيها" من الترجيع وهو ترديد الصوت في الحلق، وتكرار الكلام جهرا بعد إخفائه، وقول معاوية يدل على أن القراءة بالترجيع والألحان أن تجمع نفوس الناس إلى الإصغاء والفهم، ويستميلها ذلك حتى لا يكاد يصير عن استماع الترجيع المشوب بلذة الحكمة المفهمة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كيف كان ترجيعه؟ قال: آ آ آ ثلاث مرات".

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: في رواية مسلم بن إبراهيم في تفسير سورة الفتح عن شعبة قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءته لفعلت، وهذا ظاهره أنه لم يرجع.

                                                                                                                                                                                  قلت: يحمل الأول على أنه حكى القراءة دون الترجيع.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية