الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  794 214 - حدثنا يحيى بن بكير قال : حدثنا الليث ، عن خالد ، عن سعيد ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء . وحدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو حميد الساعدي : أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه ، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ، ثم هصر ظهره ، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه ، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ، ولا قابضهما ، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة ، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى ، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " إذا جلس في الركعتين " إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) :

                                                                                                                                                                                  وهم تسعة : الأول : يحيى بن بكير بضم الباء الموحدة ، هو يحيى بن عبد الله بن بكير أبو زكريا المصري . الثاني : الليث بن سعد . الثالث : خالد بن يزيد الجمحي المصري . الرابع : سعيد بن أبي هلال الليثي المدني . الخامس : محمد بن عمرو بن حلحلة - بفتح المهملتين وسكون اللام الأولى - الديلي المدني . السادس : محمد بن عمرو بن عطاء بن عياش القرشي العامري المدني . السابع : يزيد - من الزيادة - ابن أبي حبيب أبو رجاء المصري ، واسم أبي حبيب سويد . الثامن : يزيد بن محمد القرشي . التاسع : أبو حميد الساعدي الأنصاري المدني ، اسمه عبد الرحمن ، وقيل : المنذر .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) :

                                                                                                                                                                                  فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع ، وفيه العنعنة في سبعة مواضع ، وفيه القول في موضعين ، وفيه أن رواته ما بين مصريين ومدنيين ، فالثلاثة الأول منهم مصريون ، فكذلك السابع ، والبقية مدنيون ، وفيه أن خالدا من أقران شيخه . وفيه إسنادان ; أحدهما عن الليث ، عن خالد ، والآخر عن الليث ، عن يزيد ابن أبي حبيب . وفيه أن بين الليث وبين محمد بن عمرو بن حلحلة في الرواية الأولى اثنين ، وبينهما في الرواية الثانية واسطة واحدة ، وفيه أن يزيد ابن أبي حبيب من صغار التابعين ، وفيه إرداف الرواية النازلة بالرواية العالية على عادة أهل الحديث ، وفيه أن يزيد بن محمد من أفراد البخاري ، وفيه أن الليث في الرواية الثانية يروي عن شيخين ، كلاهما عن محمد بن عمرو بن حلحلة .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر من أخرجه غيره )

                                                                                                                                                                                  أخرجه أبو داود أيضا في الصلاة ، عن أحمد بن حنبل . وعن مسدد . وعن قتيبة ، عن ابن لهيعة . وعن عيسى بن إبراهيم المصري . وأخرجه الترمذي فيه عن ابن المثنى وابن بشار . وعن ابن بشار والحسن بن علي الخلال . وأخرجه النسائي فيه عن ابن بشار ، عن يحيى به . وعن يعقوب بن إبراهيم . وأخرجه ابن ماجه ، عن بندار ، عن أبي بكر ابن أبي شيبة وعلي بن محمد .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) :

                                                                                                                                                                                  قوله : “ قال : وحدثنا " قائله هو يحيى بن بكير المذكور . قوله : " في نفر " وفي رواية كريمة " مع نفر " بفتحتين ، وهو اسم جمع يقع على جماعة من الرجال ، خاصة ما بين الثلاثة إلى العشرة ، ولا واحد له من لفظه ، وقال ابن الأثير : النفر رهط الإنسان وعشيرته . قوله : " من أصحاب رسول الله " كلمة " من " في محل الحال من " نفر “ أي حال كونهم من أصحاب [ ص: 104 ] رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ولفظ " النفر " يدل على أنهم كانوا عشرة ، يدل عليه أيضا رواية أبي داود وغيره عن محمد بن عمرو بن عطاء قال : سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - . ( فإن قلت ) : أبو حميد من العشرة أو خارج منهم ؟ ( قلت ) : يحتمل الوجهين بالنظر إلى رواية " في عشرة " وإلى رواية " مع عشرة " ، وكان من جملة العشرة أبو قتادة الحارث بن ربعي في رواية أبي داود والترمذي ، وسهل بن سعد ، وأبو أسيد الساعدي محمد بن سلمة في رواية أحمد وغيره ، وأبو هريرة في رواية أبي داود .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ، وفي رواية أبي داود " قالوا : فلم ؟ فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعة ، ولا أقدمنا له صحبة " ، وفي رواية الترمذي " إتيانا ، ولا أقدمنا له صحبة " ، وفي رواية الطحاوي من حديث العباس بن سهل ، عن أبي حميد الساعدي أنه كان يقول لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا أعلمكم بصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا : من أين ؟ قال : رقبت ذلك منه ، حتى حفظت صلاته " ، وفي رواية أخرى له " أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : وكيف ؟ فقال : اتبعت ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : أرنا قال : فقام يصلي وهم ينظرون " وزاد عبد الحميد بن جعفر في روايته " قالوا : فأعرض " ، وفي روايته عند ابن حبان " استقبل القبلة ، ثم قال : الله أكبر " وزاد فليح بن سليمان في روايته عند ابن خزيمة فيه ذكر الوضوء .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ فجعل يديه حذو منكبيه " زاد ابن إسحاق ، " ثم قرأ بعض القرآن " . قوله : " ثم هصر ظهره " بفتح الهاء والصاد المهملة ، أي أماله في استواء من غير تقويس ، وأصل الهصر أن تأخذ رأس العود ، فتثنيه إليك وتعطفه ، وفي ( الصحاح ) : الهصر الكسر ، وقد هصره وأهصره واهتصره بمعنى ، وهصرت الغصن وبالغصن إذا أخذت برأسه وأملته ، والأسد هيصر وهيصار ، وفي رواية أبي داود " ثم هصر ظهره غير مقنع رأسه ، ولا صافح بخده " .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ غير مقنع " من الإقناع يعني لا يرفع رأسه حتى يكون أعلى من ظهره ، وقال ابن عرفة : يقال : أقنع رأسه إذا نصبه لا يلتفت يمينا ولا شمالا ، وجعل طرفه موازيا لما بين يديه . قوله : " ولا صافح بخده “ أي غير مبرز بصفحة خده ولا مائل في أحد الشقين .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ فإذا رفع رأسه استوى " زاد عيسى عند أبي داود " فقال : سمع الله لمن حمده ، اللهم ربنا لك الحمد ورفع يديه " ونحوه لعبد الحميد ، وزاد " حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلا " .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ حتى يعود كل فقار " بفتح الفاء والقاف وبعد الألف راء جمع فقارة ، وهي عظام الظهر ، وقال ابن قرقول : جاء عند الأصيلي هنا " فقار " بفتح الفاء وكسرها ، ولا أعلم لذلك معنى ، وعند ابن السكن " فقار " بكسر الفاء ولغيره " فقار " وهو الصواب ، وقال ابن التين : هو الصحيح ، وهو الذي رويناه ، وروينا في رواية أبي صالح عن الليث " قفار " بتقديم القاف وكسرها ، وليس ببين ; لأنه جمع قفر وهي المفازة ، وفي ( الجامع ) للقزاز : الفقرة بكسر الفاء والفقارة بفتحها إحدى فقار الظهر وهي العظام المنتظمة التي يقال لها : خرز الظهر ، فجمع الفقارة فقار ، وجمع الفقرة فقر ، وقالوا : أفقرة يريدون جمع فقار ، كما تقول : قذال وأقذلة ، وفي ( المحكم ) : الفقر والفقرة ما انتضد من عظام الصلب من لدن الكاهل إلى العجب ، والجمع فقر وفقار ، وقال ابن الأعرابي : أقل فقر البعير ثمان عشرة ، وأكثرها إحدى وعشرون ، وفقار الإنسان سبع ، وفي ( نوادر ) ابن الأعرابي رواية عن ثعلب : فقار الإنسان سبع عشرة ، وأكثر فقر البعير ثلاث وعشرون ، وفي ( المخصص ) : الفقر ما بين كل مفصلين ، وقيل : الفقار أطراف رؤوس الفقر ، وكل فقرة خرزة ، وفي ( أمالي أبي إسحاق الزجاجي ) : هن سبع أمهات غير الصغار التوابع ، وفي ( كتاب الفصوص ) لصاعد : هن أربع وعشرون ; سبع منها في العنق ، وخمس منها في الصلب ، واثنتا عشرة وهي الأضلاع ، وقال الأصمعي : هن خمس وعشرون فقرة .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ غير مفترش “ أي غير مفترش يديه ، وفي رواية ابن حبان من رواية عتبة بن أبي الحكم ، عن عباس بن سهل " غير مفترش ذراعيه " ، وفي رواية الطحاوي " وإذا سجد فرج بين فخذيه غير حامل بطنه على شيء من فخذيه ، ولا مفترش ذراعيه " .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ ولا قابضهما " أي ولا قابض يديه ، وهو أن يضمهما إليه ، وفي رواية فليح بن سليمان " ونحى يديه عن جنبيه ، ووضع يديه حذو منكبيه " ، وفي رواية ابن إسحاق " فاعلولى على جنبيه وراحتيه وركبتيه وصدور قدميه ، حتى رأيت بياض إبطيه وما تحت منكبيه ، ثم ثبت حتى اطمأن كل عظم منه ، ثم رفع رأسه فاعتدل " .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ فإذا جلس في الركعتين “ أي الركعتين الأوليين ليتشهد ، وفي رواية الطحاوي " ثم جلس فافترش رجله اليسرى ، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى ، وكفه اليسرى على ركبته اليسرى ، وأشار بأصبعه " ، وفي رواية عيسى بن عبد الله " ثم جلس بعد [ ص: 105 ] الركعتين ، حتى إذا هو أراد أن ينتهض إلى القيام قام بتكبيرة " . ( فإن قلت ) : هذا يخالف في الظاهر رواية عبد الحميد حيث قال : " ثم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه كما كبر عند افتتاح الصلاة " . ( قلت ) : التوفيق بينهما بأن يقول معنى قوله : " إذا قام “ أي إذا أراد القيام أو شرع فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ فإذا جلس في الركعة الآخرة " إلى آخره في رواية عبد الحميد " حتى إذا كانت السجدة التي يكون فيها التسليم " ، وفي رواية عند ابن حبان " التي تكون عند خاتمة الصلاة أخر رجله اليسرى ، وقعد متوركا على شقه الأيسر " زاد ابن إسحاق في روايته " ثم سلم " ، وفي رواية عيسى عند الطحاوي " فلما سلم سلم عن يمينه : سلام عليكم ورحمة الله . وعن شماله أيضا السلام عليكم ورحمة الله " ، وفي رواية أبي عاصم عن عبد الحميد عند أبي داود وغيره قالوا - أي الصحابة المذكورون - " صدقت ، هكذا كان يصلي " .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر ما يستفاد منه ) :

                                                                                                                                                                                  احتج الشافعي رضي الله تعالى عنه ، ومن قال بقوله أن هيئة الجلوس في التشهد الأول مغايرة لهيئة الجلوس في التشهد الأخير ، وقد ذكرنا عن قريب اختلاف العلماء فيه ، وقال الطحاوي : القعود في الصلاة كلها سواء ، وهو أن ينصب رجله اليمنى ويفترش رجله اليسرى فيقعد عليها ، ثم ذكر الاحتجاج في هذا بحديث وائل بن حجر الحضرمي قال : " صليت خلف النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - فقلت : لأحفظن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فلما قعد للتشهد فرش رجله اليسرى ، ثم قعد عليها ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى ، ووضع مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ، ثم عقد أصابعه ، وجعل حلقة بالإبهام والوسطى ، ثم جعل يدعو بالأخرى " . وأخرجه الطبراني أيضا . ( قلت ) : هذا الذي ذكره هو مذهب أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد . وبه قال الثوري وعبد الله بن المبارك وأحمد في رواية . ( فإن قلت ) : لا يتم الاستدلال للحنفية بالحديث المذكور ; لأنه لم يذكر فيه إلا أنه فرش رجله اليسرى فقط . قلت : كثر الخلاف فيه فاكتفي بهذا المقدار ، وأما نصب رجله اليمنى فقد ذكره ابن أبي شيبة في ( مصنفه ) : حدثنا ابن إدريس ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه " عن وائل بن حجر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس ، فثنى اليسرى ونصب اليمنى " يعني في الصلاة وحديث عائشة أيضا ، وقد تقدم عن قريب . ( فإن قلت ) : من أين علم أن المراد من قوله " فلما قعد للتشهد افترش رجله اليسرى ، ثم قعد عليها " وهي القعدة الأخيرة ؟ قلت : علم من قوله : " ثم جعل يدعو " أن الدعاء في التشهد لا يكون إلا في آخر الصلاة ، ثم أجاب الطحاوي عن حديث أبي حميد الذي احتج به الشافعي وغيره بما ملخصه : أن محمد بن عمرو بن عطاء لم يسمع هذا الحديث من أبي حميد ، ولا من أحد ذكر مع أبي حميد ، وبينهما رجل مجهول . ومحمد بن عمرو ذكر في الحديث أنه حضر أبو قتادة وسنه لا يحتمل ذلك ، فإن أبا قتادة قتل قبل ذلك بدهر طويل ; لأنه قتل مع علي رضي الله تعالى عنه ، وصلى عليه علي ، وقد رواه عطاف بن خالد ، عن محمد بن عمرو فجعل بينهما رجلا ، ثم أخرجه عن يحيى بن سعيد بن أبي مريم ، حدثنا عطاف بن خالد ، حدثني محمد بن عمرو بن عطاء " حدثني رجل أنه وجد عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوسا " فذكر نحو حديث أبي عاصم سواء ، فإن ذكروا تضعيف عطاف قيل لهم : وأنتم تضعفون عبد الحميد بن جعفر أكثر من تضعيفكم لعطاف ، مع أنكم لا تطرحون حديث عطاف كله ، إنما تصححون قديمه وتتركون حديثه . هكذا ذكره ابن معين في كتابه ، وابن أبي مريم سماعه من عطاف قديم جدا ، وليس أحد يجعل هذا الحديث سماعا لمحمد بن عمرو من أبي حميد إلا عبد الحميد ، وهو عندكم أضعف ، وقد اعترض بعضهم بأنه لا يضر الثقة المصرح بسماعه أن يدخل بينه وبين شيخه واسطة إما لزيادة في الحديث ، وإما لتثبيت فيه ، وقد صرح محمد بن عمرو بسماعه . وإن أبا قتادة اختلف في وقت موته فقيل : مات سنة أربع وخمسين ، وعلى هذا فلقاء محمد له ممكن . انتهى . قلت : هذا القائل أخذ كلامه هذا من كلام البيهقي ; فإنه ذكره في ( كتاب المعرفة ) والجواب عن هذا أن إدخال الواسطة إنما يصح إذا وجد السماع ، وقد نفى الشعبي سماعه ، وهو إمام في هذا الفن ، فنفيه نفي وإثباته إثبات ، ومبنى نفيه من جهة تاريخ وفاته أنه قال : قتل مع علي رضي الله تعالى عنه ، كما ذكرناه ، وكذا قال الهيثم بن عدي ، وقال ابن عبد البر : هو الصحيح .

                                                                                                                                                                                  وفيه رفع اليدين إلى المنكبين وإليه ذهب الشافعي وأحمد ، وقد قلنا : إنه كان للعذر ، وفيه أن سنة الهيئة في الركوع أن لا يرفع رأسه إلى فوق ، ولا ينكسه ، ومن هذا قال صاحب ( الهداية ) : ويبسط ظهره ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ركع بسط ظهره ، ولا يرفع رأسه [ ص: 106 ] ولا ينكسه ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ركع لا يصوب رأسه ، ولا يقنعه .

                                                                                                                                                                                  وفيه أن السنة أن يجافي بطنه عن فخذيه ، ويديه عن جنبيه . وفيه بيان هيئة الجلوس ، وقد بيناها مع الخلاف فيها مستوفى ، وفيه بيان توجيه أصابع رجليه نحو القبلة . وفيه جواز وصف الرجل نفسه بكونه أعلم من غيره إذا أمن الإعجاب ، وأراد بيان ذلك عند غيره ممن سمعه ; لما في التعليم والأخذ عن الأعلم .

                                                                                                                                                                                  وفيه أنه كان يخفى على الكثير من الصحابة بعض الأحكام المتلقاة عن النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - وربما يذكره بعضهم إذا ذكر .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية