الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  849 14 - حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان عن منصور ، وحصين عن أبي وائل عن حذيفة ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن قيامه صلى الله عليه وسلم في الليل يحتمل أن يكون للصلاة ، وهو الظاهر من حاله صلى الله عليه وسلم ، وكان يشوص فاه لأجل التنظيف ، وقد علم من زيادة اهتمامه بالجمعة في تنظيفها وكانت له مزية فضيلة ، وكان السواك مستحبا لكل صلاة فكانت الجمعة أولى بذلك خصوصا لأنه يوم ازدحام من الناس وحضور من الملائكة ، فدلالته على مطابقته للترجمة من هذه الحيثية وإن لم يكن صريحا ، لأن الأمور الاعتبارية تراعى في مثل هذه المواضع .

                                                                                                                                                                                  ذكر رجاله ، وهم ستة ; الأول : محمد بن كثير ، ضد القليل ، مر في باب الغضب في الموعظة . الثاني : سفيان الثوري . الثالث : منصور بن المعتمر . الرابع : حصين ، بضم الحاء المهملة وفتح الصاد المهملة ، ابن عبد الرحمن ، مر في باب الأذان بعد الوقت . الخامس : أبو وائل ، شقيق بن سلمة الكوفي . السادس : حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده )

                                                                                                                                                                                  فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد ، والإخبار كذلك في موضع واحد . وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع . وفيه القول في موضع واحد . وفيه رواية واحد عن اثنين . وفيه شيخ البخاري بصري والبقية كوفيون . وفيه ثلاثة غير منسوبين وواحد مكي .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري في آخر كتاب الوضوء في باب السواك ، عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن أبي وائل عن حذيفة إلى آخره نحوه ، وفي آخره بالسواك ، وقد تكلمنا هناك على جميع ما يتعلق به من الأشياء .

                                                                                                                                                                                  قوله : “ يشوص فاه " أي : يدلك أسنانه وينقيها . وقيل : هو أن يستاك من سفل إلى علو ، وأصل الشوص الغسل ، قاله ابن الأثير ، ومنهم من فسر الشوص بأن يستاك طولا ، وهو غير مرضي ، والوجه ما ذكرناه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية