الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  922 14 - حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثنا زبيد ، قال : سمعت الشعبي عن البراء بن عازب قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ، ثم نرجع ، فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء ، فقال رجل من الأنصار يقال له أبو بردة بن نيار : يا رسول الله ، ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة ؟ فقال : اجعله مكانه ، ولن توفي أو تجزي عن أحد بعدك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وقد ذكر الحديث في «باب سنة العيدين لأهل الإسلام" غير أنه روي هناك عن حجاج ، عن شعبة ، وههنا عن آدم بن أبي إياس ، عن شعبة إلى آخره نحوه ، وزاد ههنا : "ومن نحر قبل الصلاة " إلى آخره ، وقد ذكرنا هناك ما يتعلق به من الأشياء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ذبحت ” أي قبل الصلاة ، قوله : " مسنة " هي التي تدلت أسنانها ، قاله الداودي ، وقال غيره : هي الثنية ، قوله : " اجعله مكانه " إنما ذكر الضميرين مع أنهما يرجعان إلى المؤنث اعتبارا لمسماهما إذ الجذعة عبارة عن معز ذي سنة ، والمسنة عن معز ذي سنتين ، قوله : " ولن توفي أو تجزي " شك من البراء ، قال الخطابي : يقال : وفى وأوفى بمعنى واحد ، ويقال : جزى عن الشيء يجزي بمعنى قضى ، وأجزأني إذا كفاك ، تقول : إن ذلك يقضي الحق عنك أو يكفيك ، ولا يقضيه عن غيرك ، وليس يجزي ههنا مهموزا لأن المهموز لا يستعمل معه "عن" عند العرب ، وإنما يقولون : هذا يجزي من هذا ، أي يكون مكانه ، وبنو تميم يقولون : أجزأ يجزئ بالهمزة ، وقال الخطابي : هذا من النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص لعين من الأعيان بحكم منفرد ، وليس من باب النسخ ، فإن المنسوخ إنما يقع للأمة عامة غير خاص لبعضهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية