الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  990 76 - حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا حسين بن الحسن، قال: حدثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، وفي يمننا، قال: قالوا: وفي نجدنا، قال: قال: اللهم بارك لنا في شامنا، وفي يمننا، قال: قالوا: وفي نجدنا، قال: قال: هناك الزلازل، والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " هنالك الزلازل والفتن ".

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله): وهم خمسة:

                                                                                                                                                                                  الأول: محمد بن المثنى بن عبيد أبو موسى ، يعرف بالزمن العنبري من أهل البصرة .

                                                                                                                                                                                  الثاني: حسين بن الحسن بن يسار من آل مالك بن يسار ضد اليمين البصري، مات سنة ثمان وثمانين، ومائة.

                                                                                                                                                                                  الثالث: عبد الله بن عون بن أرطبان ، بفتح الهمزة البصري.

                                                                                                                                                                                  الرابع: نافع مولى ابن عمر .

                                                                                                                                                                                  الخامس: عبد الله بن عمر بن الخطاب .

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده): فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع، وفيه العنعنة في موضعين، وفيه القول في ثلاثة مواضع، وفيه أن رواته بصريون ما خلا نافعا ، وفيه أن هذا موقوف على ابن عمر ، قال الحميدي : اختلف على ابن عون فيه، فروي عنه مسندا، وروي عنه موقوفا على ابن عمر من قوله، والخلاف إنما وقع من حسين بن الحسن ، فإنه هو الذي روى الوقف، وأما أزهر السمان ، وعبيد الله بن عبد الله بن عون فروياه عن ابن عون عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره، وفي رواية ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث، وقال ابن التين : قال الشيخ أبو الحسن : سقط من سنده ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لفظ النبي صلى الله عليه وسلم; لأن مثل هذا لا يدرى بالرأي، وقال النسفي : قال أبو عبد الله : هذا الحديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن ابن عون كان يوقفه.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه البخاري في الفتن عن علي بن عبد الله عن أزهر بن سعد مصرحا فيه بذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه الترمذي في المناقب عن بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان عن جده أزهر مرفوعا، وقال: حديث حسن صحيح، وخرجه الإسماعيلي مسندا، وفيه: فلما كان في الثالثة، أو الرابعة قال: أظنه قال: وفي نجدنا ، قال الداودي : وإنما لم يقل في نجدنا; لأنه لا يدعو بما سبق في علم الله تعالى خلافه.

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه):

                                                                                                                                                                                  قوله: " في شامنا " ، قال ابن هشام في (التيجان) هو اسم أعجمي من لغة بني حام ، وتفسيره بالعربي خير طيب، وذكر الكلبي في (كتاب البلدان)، عن الشرفي إنما سميت بسام بن نوح ; لأنه أول من نزلها، قال الكلبي : ولم ينزلها سام قط، قل: ولما أخرج الناس من بابل أخذ بعضهم يمنة، فسميت اليمن وتشاءم آخرون، فسميت الشام ، وكانت الشام ، يقال لها: أرض كنعان ، قال: وكان فالخ بن عامر هو الذي قسم الأرض بين بني نوح عليه السلام ، وقال أبو القاسم الزجاجي في كلامه على الزاهر : سميت بذلك لكثرة قراها، وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات، وقال أهل الأثر: سميت بذلك; لأن قوما من كنعان بن حام خرجوا عند التفرق فتشأموا إليها، أي أخذوا ذات الشمال، وقال ابن عساكر في (تاريخ دمشق) [ ص: 59 ] قال ابن المقفع : سميت الشام بسام بن نوح عليه السلام ، وسام اسمه بالسريانية شام، وبالعبرانية شيم، قال ابن عساكر : وقيل: سميت شاما; لأنها عن شمال الأرض، وقال بعض الرواة: إن اسم الشام أولا سورية ، وكانت أرض بني إسرائيل قسمت على اثني عشر سهما، فصار لسهم منهم مدينة شامرين ، وهي من أرض فلسطين فصار إليها متجر العرب في ذلك، ومنها كانت ميرتهم، فسموا الشام بشامرين، ثم حذفوا، فقالوا: الشام ، وقال البكري : الشأم مهموز الألف، وقد لا يهمز، وقال الفراء : فيها لغتان شام، وشأم، والنسب إليها شأمي، وشامي، وشام على الحذف، قال الجوهري : يذكر، ويؤنث، ولا يقال: شأم، وما جاء في ضرورة الشعر فمحمول على أنه اقتصر من النسبة على ذكر البلد، والقوم أشأموا، أي أتوا الشام ، أو ذهبوا إليها، وقال أبو الحسين بن سراج : مهموز ممدود، وأباه أكثرهم إلا في النسب، أعني فتح الهمزة كما اختلف في إثبات الياء مع الهمزة الممدودة، فأجازه سيبويه ، ومنعه غيره، ويقال:

                                                                                                                                                                                  قوله: " في شامنا ، ويمننا " ، أي الإقليمين المشهورين، ويحتمل أن يراد بهما البلاد التي في يميننا، ويسارنا أعم منهما، يقال: نظرت يمنة، وشامة، أي يمينا، ويسارا، ونجد هو خلاف الغور ، والغور هو تهامة ، وكل ما ارتفع عن تهامة إلى أرض العراق ، فهو نجد ، وإنما ترك الدعاء لأهل المشرق ليضعفوا عن الشر الذي هو موضوع في جهتهم لاستيلاء الشيطان بالفتن عليها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وبها " ، أي وبنجد يطلع قرن الشيطان، أي أمته وحزبه، وقال كعب رضي الله عنه: يخرج الدجال من العراق .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية