الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1092 173 - حدثنا مؤمل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل ، قال: حدثنا عوف، قال: حدثنا أبو رجاء، قال: حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال: أما الذي يثلغ رأسه بالحجر، فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  زعم الإسماعيلي أن حديث سمرة هذا لا يدخل في هذا الباب ; لأن رفض القرآن ليس ترك الصلاة بالليل. (قلت): حفظ شيئا وغاب عنه ما هو أعظم منه، ففي الحديث: وينام عن الصلاة المكتوبة ، والمراد منها العشاء الآخرة، فأي مناسبة تطلب بأكثر من هذا.

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله) وهم خمسة:

                                                                                                                                                                                  الأول: مؤمل بلفظ اسم المفعول، ابن هشام البصري ختن شيخه إسماعيل بن علية ، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

                                                                                                                                                                                  الثاني إسماعيل بن علية بضم العين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف وفتح اللام، وعلية اسم أمه، وهو إسماعيل بن إبراهيم بن سهم الأسدي البصري ، مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومائة ببغداد .

                                                                                                                                                                                  الثالث: عوف الأعرابي ، مر في "باب اتباع الجنائز من الإيمان".

                                                                                                                                                                                  الرابع: أبو رجاء ، بخفة الجيم وبالمد، اسمه عمران بن ملحان العطاردي [ ص: 195 ] الخامس: سمرة بن جندب ، بفتح الدال وضمها، مر في آخر كتاب الحيض.

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده): فيه الإسناد كله بصيغة التحديث في صورة الجمع، وفيه أن رجاله كلهم بصريون ، وفيه سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعنعنة، وفيه القول في أربعة مواضع، وفيه إسماعيل مذكور باسم أمه، وفيه عوف مذكور بغير نسبة، وفيه أبو رجاء مذكور بكنيته.

                                                                                                                                                                                  (ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره) أخرجه البخاري مقطعا في مواضع، وتمامه يأتي في أواخر "كتاب الجنائز"، وأخرجه في "البيوع والجهاد وبدء الخلق والأدب وأحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام"، وفي "التفسير"، وفي "التعبير"، وأخرجه مسلم في "الرؤيا" عن محمد بن بشار وبندار مختصرا كما هاهنا، وأخرجه الترمذي فيه عن بندار به مختصرا، وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن عبد الأعلى ، عن معتمر ، عن عوف بتمامه، وفي التفسير عن جماعة، عن عوف بأكثر الحديث.

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه) قوله: يثلغ بضم الياء آخر الحروف وسكون الثاء المثلثة وفتح اللام وبالغين المعجمة أي يكسر، قال الجوهري : أي ثلغ رأسه يثلغه بفتح اللام فيهما ثلغا، أي شدخه، والشدخ كسر الشيء الأجوف. (قلت): كلمة إما لا بد لها من قسيم، فما هو هاهنا ؟ (قلت): قد قلت لك: إن البخاري قد قطع هذا الحديث، وسيأتي تمامه في "باب الجنائز" كما ذكرنا.

                                                                                                                                                                                  قوله: فيرفضه بضم الفاء وكسرها أي يترك حفظه والعمل به، وأما الذي يترك حفظ حرفه ويعمل بمعانيه، فليس برافض له، وأما الذي يرفض كليهما فذاك لعقد الشيطان فيه، فوقعت العقوبة في موضع المعصية.

                                                                                                                                                                                  قوله: وينام عن الصلاة يعني ذاهلا عنها، حتى يخرج وقتها وتفوت منه.

                                                                                                                                                                                  قوله: المكتوبة أي المفروضة، وأراد بها صلاة العشاء، وقيل: أراد بها صلاة الصبح ; لأنها التي تبطل بالنوم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية