الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1243 63 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد قال : أخبرتني عمرة قالت : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : لما جاء قتل زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس النبي صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن وأنا أطلع من شق الباب فأتاه رجل فقال : يا رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره بأن ينهاهن ، فذهب الرجل ثم أتى فقال : قد نهيتهن وذكر أنهن لم يطعنه ، فأمره الثانية أن ينهاهن فذهب ثم أتى فقال : والله لقد غلبنني أو غلبننا الشك من محمد بن حوشب ، فزعمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فاحث في أفواههن من التراب فقلت : أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل ، وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " فأمره بأن ينهاهن " وفي قوله : " فاحث في أفواههن من التراب " فإن فيه زجرا عن ذلك ، وقد مر الحديث قبل هذا الباب بأربعة أبواب في باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه هناك عن محمد بن المثنى ، عن عبد الوهاب إلى آخره ، وقد مضى الكلام فيه هناك مستقصى وحوشب بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخره باء موحدة على وزن جعفر ، ومحمد هذا طائفي نزل الكوفة قال بعضهم : ذكر الأصيلي أنه لم يرو عنه غير البخاري وليس كذلك ، بل روى عنه أيضا محمد بن مسلم بن وارة كما ذكره المزي في التهذيب . قلت : مراد الأصيلي أنه لم يرو عنه غيره من أصحاب الكتب الستة . قوله : " أي رسول الله " يعني يا رسول الله .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إن نساء جعفر " خبر إن محذوف يدل عليه قوله : " فذكر بكاءهن " . قوله : " الشك من محمد بن حوشب " من كلام البخاري ونسبه هنا إلى جده . قوله : " ما أنت بفاعل " أي : لما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهي الواجب . قوله : " من العناء " أي من جهة العناء وهو التعب أو خاليا منه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية