الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1259 وقال الحسن : أدركت الناس وأحقهم على جنائزهم من رضوهم لفرائضهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا أيضا من جملة ما يستدل به البخاري على جواز إطلاق الصلاة على صلاة الجنازة ، فإن الذين أدركهم من الصحابة والتابعين الكبار كانوا يلحقون صلاة الجنازة بالصلوات ، ولهذا ما كان أحق بالصلاة على الجنازة إلا من كان يصلي لهم الفرائض ، والواو في وأحقهم للحال وارتفاعه بالابتداء وخبره هو قوله : من وهي موصولة يعني الذين . وقوله : رضوهم صلتها ، وقوله : رضوهم بضمير الجمع رواية الحموي والمستملي ، وفي رواية غيرهما رضوه بإفراد الضمير .

                                                                                                                                                                                  وهذا الباب فيه خلاف بين العلماء قال ابن بطال : أكثر أهل العلم قال : الوالي أحق من الولي . روي ذلك عن جماعة منهم علقمة والأسود والحسن ، وهو قول أبي حنيفة ومالك والأوزاعي وأحمد وإسحاق . وقال أبو يوسف والشافعي : الولي أحق من الوالي . وقال مطرف وابن عبد الحكم وأصبغ : ليس ذلك إلا إلى من إليه الصلاة من قاض أو صاحب شرطة أو خليفة الوالي الأكبر ، وإنما ذلك إلى الوالي الأكبر الذي يؤدى إليه الطاعة ، وحكى ابن أبي شيبة ، عن النخعي وأبي بردة وابن أبي ليلى وطلحة وزبيد وسويد بن غفلة : تقديم إمام الحي ، وعن أبي الشعثاء وسالم والقاسم وطاوس ومجاهد وعطاء أنهم كانوا يقدمون الإمام على الجنازة .

                                                                                                                                                                                  وروى الثوري عن أبي حازم قال : شهدت الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما قدم سعيد بن العاص يوم مات الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما ، وقال له : تقدم فلولا السنة ما قدمتك ، وسعيد يومئذ أمير المدينة . وقال ابن المنذر : ليس في هذا الباب أعلى من هذا ; لأن شهادة الحسن شهدها عوام الناس من الصحابة والمهاجرين والأنصار .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية