الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1265 ( ولما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته القبة على قبره سنة ، ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول : ألا هل وجدوا ما فقدوا ؟ فأجابه الآخر : بل يئسوا فانقلبوا )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة هذا للترجمة من حيث إن هذه القبة المضروبة لم تخل عن الصلاة فيها ، واستلزم ذلك اتخاذ المسجد عند القبر ، وقد يكون القبر في جهة القبلة فتزداد الكراهة . وقال ابن بطال : ضربت القبة على الحسن وسكنت فيها وصلت فيها فصارت كالمسجد ، وأورد البخاري ذلك دليلا على الكراهة ، وكره أحمد أن يضرب على

                                                                                                                                                                                  القبر فسطاطا ، وأوصى إبراهيم مرة أن لا تضربوا علي فسطاطا ، وقال ابن حبيب : ضربه على قبر المرأة أفضل من ضربه على قبر الرجل ، وضرب عمر رضي الله تعالى عنه على قبر زينب بنت جحش ، وقال ابن التين : وممن كره ضربه على قبر الرجل ابن عمر وأبو سعيد وابن المسيب ، وضربت عائشة على قبر أخيها فنزعه ابن عمر ، وضربه محمد بن الحنفية على قبر ابن عباس ، وقال ابن حبيب : أراه في اليوم واليومين والثلاثة واسعا إذا خيف من نبش أو غيره ، والحسن بن الحسن بلفظ التكبير فيهما ابن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أحد أعيان بني هاشم فضلا وخبرا مات سنة سبع وتسعين ، وامرأته فاطمة بنت حسين بن علي وهي التي حلفت له

                                                                                                                                                                                  [ ص: 135 ] بجميع ما تملكه أنها لا تزوج عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ثم تزوجته فأولدها محمد الديباج .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( قبة ) بضم القاف وتشديد الباء الموحدة ، قال الجوهري : القبة بالضم من البناء والجمع قبب وقباب ، وقال ابن الأثير : القبة من الخيام بيت صغير مستدير وهو من بيوت العرب ، وضرب القبة نصبها وإقامتها على أوتاد مضروبة في الأرض ، وجاء في رواية المغيرة بن مقسم : لما مات الحسن بن الحسن ضربت امرأته على قبره فسطاطا وأقامت عليه سنة ، قال الجوهري : الفسطاط بيت من شعر ، وفي المغرب هو خيمة عظيمة ، وفي الباهر هو مضرب السلطان الكبير وهو السرادق أيضا ، وقال الزمخشري : هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق ، وقال ابن قرقول : هو الخباء ونحوه ، وقال ابن السكيت : فسطاط بضم الفاء وفسطاط بكسرها وفستاط وفستاط وفساط وفساط والجمع فساطيط وفساسيط ، وفي الباهر وفساتيط .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( ثم رفعت ) على بناء الفاعل بفتح الراء وبضمها أيضا على بناء المفعول . قوله ( فسمعت ) ويروى ( فسمعوا ) ، قوله : ( ما فقدوا ) ويروى ( ما طلبوا ) ، قوله : ( فأجابه آخر ) أي صائح آخر ، وقال ابن التين : يحتمل أن يكون هذان الصائحان من مؤمني الجن أو من الملائكة .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية