الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1659 326 - حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر، عن وبرة قال: سألت ابن عمر رضي الله عنهما: متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك فارمه، فأعدت عليه المسألة قال: كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من الذي ذكرناه قبل هذا، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومسعر بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح العين المهملة وبالراء، ابن كدام مر في كتاب الوضوء، ووبرة بالواو والباء الموحدة والراء المفتوحات على وزن شجرة، ابن عبد الرحمن المسلي، بضم الميم وسكون السين المهملة بعدها لام، وكلهم كوفيون.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه أبو داود عن عبد الله بن محمد الزهري عن سفيان ومسعر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " متى أرمي الجمار" يعني في غير يوم الأضحى. قوله: " إذا رمى إمامك" أراد به الأمير الذي على الحج، وكان ابن عمر خاف عليه أن يخالف الأمير فيحصل له منه ضرر، فلما أعاد إليه المسألة لم يسعه الكتمان فأعلمه بما كانوا يفعلونه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: " فارمه" بهاء ساكنة؛ لأنها هاء السكت، والحديث رواه ابن عيينة عن مسعر بهذا الإسناد، فقال فيه: " فقلت له: أرأيت إن أخر إمامي؟" أي الرمي، فذكر له الحديث، أخرجه ابن أبي عمر في مسنده عنه، ومن طريقه الإسماعيلي، ولفظه: " فإذا زاغت الشمس" أو زالت. قوله: " كنا نتحين" على وزن نتفعل من الحين، وهو الزمان؛ أي نراقب الوقت. قوله: " فإذا زالت الشمس رمينا" ؛ أي في أيام التشريق، وعند الجمهور: لا يجوز الرمي في أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة إلا بعد الزوال، وقال عطاء وطاوس: يجزيه فيها قبل الزوال، وقد ذكرناه عن قريب، واتفقوا أنه إذا مضت أيام التشريق، وغابت الشمس من آخرها، فقد فات الرمي، ويجبر بالدم، وقال ابن قدامة: إذا أخر رمي يوم إلى يوم بعده، أو أخر الرمي كله إلى آخر أيام التشريق ترك السنة، ولا شيء عليه، وعند أبي حنيفة: إن ترك حصاة أو حصاتين أو ثلاثا إلى الغد رماها، وعليه لكل حصاة نصف صاع، وإن ترك أربعا إلى الغد فعليه دم، والله أعلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية