الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1664 331 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا طلحة بن يحيى قال: حدثنا يونس، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا، ويدعو، ويرفع يديه ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال فيستهل، ويقوم مستقبل القبلة، فيقوم طويلا، ويدعو، ويرفع يديه، ويقوم طويلا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف فيقول: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، هذا الحديث من أفراد البخاري، وذكره أيضا في بابين بعده، وعثمان بن أبي شيبة هو أخو أبي بكر بن أبي شيبة، وطلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي الأنصاري المديني، وليس له في هذا الكتاب غير هذا الحديث.

                                                                                                                                                                                  (فإن قلت): فيه مقال، فقال أبو حاتم: ليس بقوي، ولهذا لم يخرج له مسلم شيئا.

                                                                                                                                                                                  (قلت): وثقه ابن معين على أن البخاري لم يحتج به وحده، فقد استظهر بمتابعة سليمان بن بلال في الباب الذي بعده، وبمتابعة عثمان بن عمر أيضا، كلاهما عن يونس، وتابعهم عبد الله بن عمر النميري عن يونس عند الإسماعيلي، ويونس هو ابن يزيد الأيلي، والزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب.

                                                                                                                                                                                  قوله: " الجمرة الدنيا" بضم الدال أو بكسرها؛ أي: القريبة إلى جهة مسجد الخيف، وهي أولى الجمرات التي ترمى من ثاني يوم النحر، وهي أقرب الجمرات من منى، وأبعدها من مكة. قوله: " على إثر كل حصاة" ؛ إثر الشيء، بكسر الهمزة وسكون الثاء المثلثة، عقيبه. قوله: " حتى يسهل" بنصب اللام بتقدير أن، وقد مر تفسيره عن قريب.

                                                                                                                                                                                  قوله [ ص: 92 ] " فيقوم طويلا"، وفي رواية سليمان بن بلال فيقوم قياما طويلا. قوله: " ويرفع يديه" ؛ أي في الدعاء، وهذا يدل على مشروعية رفع اليدين عند الدعاء، وروى مالك منعه في جميع المشاعر، وروى في الاستسقاء: " رافعا يديه، وقد جعل بطونهما إلى الأرض صلى الله تعالى عليه وسلم". وقال ابن المنذر: لا أعلم أحدا أنكر ذلك غير مالك؛ فإن ابن القاسم حكى عنه أنه لم يكن يعرف رفع اليدين هنالك، قال: واتباع السنة أفضل، وقيل: يرفع، حكاه ابن التين، وابن الحاجب. قوله: " ثم يرمي الوسطى" ؛ أي: الجمرة الوسطى. قوله: " ثم يأخذ ذات الشمال" ، بكسر الشين، أي: جانب الشمال. قوله: " ثم يرمي جمرة ذات العقبة" هي جمرة العقبة، وفي رواية عثمان بن عمر: " ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة". قوله: " ثم ينصرف" وفي رواية سليمان: " ولا يقف عندها".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية