الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1791 462 - حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه قال: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا أثر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ذكره هنا لمناسبة بينه وبين الحديث السابق؛ وذلك أنه لما سمع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه دعا بقوله: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة" سأل الله تعالى أن يجعل موته في المدينة إظهارا لمحبته إياها، كمحبته لمكة، وإعلاما بصدقه في ذلك بسؤاله الموت فيها، وقيل: ذكر ابن سعد سبب دعائه بذلك، وهو ما أخرجه بإسناد صحيح عن عوف بن مالك ، أنه رأى رؤيا فيها أن عمر شهيد يستشهد، فقال لما قصها عليه: أنى لي بالشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب، لست أغزو والناس حولي، ثم قال: بلى وبلى يأتي بها الله إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                  ورجال هذا الأثر سبعة، كما ترى، وخالد بن يزيد، من الزيادة، تقدم في أول الوضوء، وسعيد بن أبي هلال الليثي المدني، يكنى أبا العلاء، وزيد بن أسلم أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه العدوي، وأبوه أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، يكنى أبا خالد، وكان من سبي اليمن، وقال الواقدي: أبو زيد الحبشي: البجاوي من بجاوة، وكان من سبي عين التمر، ابتاعه عمر بن الخطاب بمكة سنة إحدى عشرة لما بعثه أبو بكر الصديق ليقيم للناس الحج، مات قبل مروان بن الحكم، وهو الذي صلى عليه وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " شهادة في سبيلك" فقبل الله دعاءه، ورزق الشهادة، وقتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، ضربه في خاصرته وهو في صلاة الصبح، وكان يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة، وقيل: لثلاث بقين منه سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة في سن النبي صلى الله عليه وسلم وسن أبي بكر رضي الله تعالى عنه. قوله: " واجعل موتي في بلد رسولك" ، ووقع كذا، ودفن عند أبي بكر، وأبو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، فالثلاثة في بقعة واحدة هي أشرف البقاع.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية