الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1796 5 - (حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا جامع عن أبي وائل عن حذيفة قال: قال عمر رضي الله عنه: من يحفظ حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة، قال حذيفة: أنا سمعته يقول: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة، قال: ليس أسأل عن ذه، إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر، قال حذيفة: وإن دون ذلك بابا مغلقا، قال: فيفتح أو يكسر؟ قال: يكسر، قال: ذاك أجدر أن لا يغلق إلى يوم القيامة. فقلنا لمسروق: سله أكان عمر من الباب؟ فسأله، فقال: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة).

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " تكفرها الصلاة والصيام" وقد تقدم هذا الحديث في أوائل كتاب مواقيت الصلاة في باب: الصلاة كفارة، وترجم هناك بالصلاة وهنا بالصيام، وأخرجه هناك عن مسدد عن يحيى عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة، وشقيق كنيته: أبو وائل، وهنا أخرجه عن علي بن عبد الله، عن سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد الصيرفي [ ص: 262 ] الكوفي، عن أبي وائل، هو شقيق بن سلمة، وقد مضى الكلام فيه مستقصى هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " عن ذه" بكسر الذال المعجمة وسكون الهاء، وهو من أسماء الإشارة للمفرد المؤنث، والذي يشار به له عشرة، منها: ذه، ويقال: ذه، بالاختلاس، قوله: " ذاك" ؛ أي الكسر أولى من الفتح أن لا يغلق إلى يوم القيامة، أي إذا وقعت الفتنة فالظاهر أنه لا يسكن، قوله: " دون غد" ؛ أي: كما يعلم أن الليلة هي قبل الغد، أي علما واضحا جليا، والله أعلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية