الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1832 [ ص: 20 ] وقالت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقع هذا في بعض النسخ مقدما فوق حديث أبي هريرة ، وليس هذا وحده ، بل وقع في غير رواية أبي ذر في سياق الآثار ، والأحاديث في هذا الباب تقديم وتأخير وليس يبنى عليه عظيم أمر ، وأما التعليق ، عن عائشة فوصله أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، عن أبيه عنها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مطهرة " بفتح الميم إما مصدر ميمي بمعنى اسم الفاعل من التطهير ، وإما بمعنى الآلة ، وفي الصحاح : المطهرة والمطهرة يعني بفتح الميم وكسرهما الإداوة، والفتح أعلى ، والجمع المطاهر ويقال : السواك مطهرة للفم ، قوله : " مرضاة للرب " المرضاة بالفتح مصدر ميمي بمعنى الرضى ، ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي مرضي الرب ، وقال الطيبي : يمكن أن يقال إنها مثل " الولد مبخلة مجبنة " أي السواك مظنة للطهارة والرضى أي يحمل السواك الرجل على الطهارة ورضى الرب ، وعطف مرضاة يحتمل الترتيب بأن تكون الطهارة به علة للرضى ، وأن يكونا مستقلين في العلية . قلت : يؤخذ الجواب من هذا السؤال من يسأل كيف يكون السواك سببا لرضى الله تعالى ؟ ويمكن أن يقال أيضا من حيث إن الإتيان بالمندوب موجب للثواب ، ومن جهة أنه مقدمة للصلاة وهي مناجاة الرب ، ولا شك أن طيب الرائحة يقتضي رضى صاحب المناجاة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية