الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1835 44 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الآخر وقع على امرأته في رمضان . فقال : أتجد ما تحرر رقبة ؟ قال : لا . قال : أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا . قال : أفتجد ما تطعم به ستين مسكينا ؟ قال : لا . قال : فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق [ ص: 35 ] فيه تمر وهو الزبيل قال : أطعم هذا عنك . قال : على أحوج منا! ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا . قال : فأطعمه أهلك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " فأطعمه أهلك " وجرير هو بفتح الجيم ابن عبد الحميد ، ومنصور هو ابن المعتمر ، والزهري محمد بن مسلم ، وقد ذكروا غير مرة قوله : " عن الزهري عن حميد " كذا هو في رواية الأكثرين من أصحاب منصور عنه ، وخالفه مهران بن أبي عمر فرواه عن الثوري بالإسناد عن سعيد بن المسيب بدل حميد بن عبد الرحمن أخرجه ابن خزيمة وهو شاذ والمحفوظ هو الأول .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إن الآخر " فيه قصر الهمزة ومدها بعدها خاء معجمة مكسورة ، وهو من يكون آخر القوم ، وقيل هو المدبر المتخلف ، وقيل الأرذل ، وقيل معناه أن الأبعد على الذم . قوله : " رقبة " بالنصب قيل إنه بدل من لفظ ما تحرر . قلت : بل هو منصوب على أنه مفعول تحرر فافهم ، وبقية الكلام فيه قد مرت فيما مضى مستوفاة والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية