الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1844 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد الحر ليس من البر الصوم في السفر

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي ظللوا عليه بشيء مما له ظل لشدة الحر ، قوله : " واشتد الحر " جملة [ ص: 48 ] فعلية وقعت حالا ، قوله : " ليس من البر " مقول القول ولفظ الحديث يظهر من هذا أن السبب لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم " هذا هو المشقة " والبر بكسر الباء الطاعة ، يعني ليس من الطاعة والعبادة أن تصوموا في حالة السفر ، والبر أيضا الإحسان والخير ، ومنه بر الوالدين ، يقال : بر يبر فهو بار ، وجمعه بررة ، وجمع البر بفتح الباء أبرار ، والبر بالفتح الجيد والخير ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " صلوا خلف كل بر وفاجر " ويجيء بمعنى المعطوف ، وفي أسماء الله تعالى البر العطوف على عباده ببره ولطفه ، والبر والبار بمعنى ، وإنما جاء في اسم الله تعالى البر دون البار ، والبر بالفتح أيضا خلاف البحر وجمعه برور ، ويقال إن كلمة من في قوله : " ليس من البر " زائدة أي ليس البر كما في قولهم ما جاءني من أحد أي ما جاءني أحد ، ولا خلاف في زيادة من في النفي ، وإنما الخلاف في الإثبات ، فأجازه قوم ومنعه آخرون .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية