الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1859 وقال عمر رضي الله عنه لنشوان في رمضان : ويلك ، وصبياننا صيام ، فضربه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله ( وصبياننا صيام ) ، وإنما كانوا يصومونهم لأجل التمرين ليتعودوا بذلك ، ويكونوا على نشاط بذلك بعد البلوغ .

                                                                                                                                                                                  قوله ( لنشوان ) أي : لرجل سكران بفتح النون وسكون الشين المعجمة ، من نشي الرجل من الشراب نشوا ونشوة ، وتنشى وانتشى ، كله سكر ، ورجل نشوان ، ونشيان على العاقبة ، والأنثى نشواء ، وجمعه نشاوى كسكارى ، وزاد القزاز : والجمع النشوات ، وقال الزمخشري : وهو نش ، وامرأة نشئة ، ونشوانة ، وفعلانة قليل إلا في بني أسد ، هكذا ذكر الفراء ، وفي ( نوادر اللحياني ) يقال : نشئت من الشراب أنشأ نشوة ونشوة ، وقال ابن خالويه : سكر الرجل ، وانتشى ، وثمل ، ونزف ، وأنزف ، فهو سكران ، ونشوان . وقال ابن التين : النشوان السكر الخفيف ، قيل : كأنه من كلام المولدين .

                                                                                                                                                                                  قوله ( صيام ) جمع صائم ، ويروى صوام ، ثم هذا التعليق ، وهو أثر عمر رضي الله تعالى عنه - وصله سعيد بن منصور ، والبغوي في الجعديات من طريق عبد الله بن أبي الهدير أن عمر بن الخطاب أتي برجل شرب الخمر في رمضان ، فلما دنا منه جعل يقول للمنخرين والفم ، وفي رواية البغوي ، فلما رفع إليه عثر ، فقال عمر : على وجهك ، ويحك وصبياننا صيام ، ثم أمر فضرب ثمانين سوطا ، ثم سيره إلى الشام ، وفي رواية البغوي : فضربه الحد ، وكان إذا غضب على إنسان سيره إلى الشام ، فسيره إلى الشام .

                                                                                                                                                                                  وقال أبو إسحاق : من شرب الخمر في رمضان ضرب مائة . انتهى . هذا كان في مستنده ما ذكره سفيان ، عن عطاء بن أبي مروان ، عن أبيه : أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أتي بالنجاشي الشاعر ، وقد شرب الخمر في رمضان [ ص: 70 ] فضربه ثمانين ، ثم ضربه من الغد عشرين ، وقال : ضربناك العشرين لجرأتك على الله تعالى ، وإفطارك في رمضان .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية